نداء لصحوة الضمير

 

 

                                            عصام شابا فلفل

                 ان المتتبع للمشهد الكلداني السرياني الآشوري في الوقت الحاضر ، تنتابه الكثير من الاحباطات اللامنطقية ، نفسية كانت ام اجتماعية ، وذلك لهول ما يجده من تناقضات متشابكة يصعب التمازج بينها ولو من الناحية النظرية على اقل التقديرات ، فكيف نستطيع الوصول الى الحقائق التي يضمرها لنا غيرنا ان كنا نناقض انفسنا نظريا ، او نظهر تصرفاتنا وخلافاتنا الجزئية للعالم ..؟ وخاصة تلك التناقضات التي افرزتها المرحلة الراهنة بما يكتنفها من ارهاصات سياسية واختلافات فكرية ومذهبية وتباين الحقائق بين صدق هذا ومماطلة ذاك..؟ الا يحاول المتربصون بنا استغلال ذلك لمصلحتهم ..؟ وهنا يبقى ابناء الامة حائرين وتكون مواقفهم متأرجحة بين تصديق هذا وتفنيد ادعاء الاخر ، وايهما هو الصادق ومن هو المخادع..؟ وبين هذا وذاك يكون صدر ابناء امتنا قد ضاق بنا ذرعا وتكون نفوسهم قد اشمأزت من تصرفاتنا اللامنطقية ، ونتيجة لذلك فهم يلجأون الى جهات اخرى والتي قد ياملون ان يجدوا فيها متنفسا بسيطا عن مكنونات افكارهم .. وما يزيد الامور غرابة ، ورغم كل ذلك فنحن ننسى او ( نتناسى) جراحنا الداخلية وننبري بكل فخر واعتزاز لمعالجة مشاكل الاخرين تاركين بين ظهرانينا تناقضاتنا وارهاصاتنا ، فاتحين الابواب للريح السوداء لكي تلعب بعواطف وافكار ابناء شعبنا لإستمالتهم اليها او على الاقل تتبنى افكار هذه الفئة او تلك . وهنا وبكل بساطة يظهر اصحاب النوايا الخبيثة والسيئة ناشرين غسيلهم علنا للتشهير بنا امام الرأي العام مستندين الى تصريحات بعض من قادة ابناء شعبنا المتناقضة مع الواقع .. ونحن هنا ( والله يشهد ) لا نشكك بنوايا احد ما بل على العكس من ذلك ،  نحن  نقول الحقيقة ودون المساس باحد ما .. لذا فمن واجبنا ان نبصر رجال السياسة من ابناء جلدتنا ونعلمهم بانهم قد يكونوا صادقين في طروحاتهم ،ولكن المفروض بهم وبدلا من اطلاق التصريحات المتضاربة والمتشابكة ، ان يجلسوا على طاولة واحدة لمناقشة تلك الافكار والخروج بنتيجة واحدة لأن لنا جميعا مصلحة واحدة . فوجودنا على الطاولة الواحدة خير لنا ولأبناء امتنا من التشهير ببعضنا والكلام الغير اللائق الذي تطلقه بعض من وسائل اعلامنا على رموزنا القومية . فوجودنا مع بعضنا البعض والاستماع صراحة الى الرأي والراي الاخر لهو مصفاة للقلوب ودواء للجراح التي خلفتها حقب الزمان وصراعات الافكار ، بل وعندها ستقتلع بذور الشك من قلوب وضمائر ابناء الامة بنوايانا .. وفي هذا السياق لا بد من التنويه الى ان بعض من ساسة امتنا الاعزاء يدلي بين الفينة والاخرى بتصريحات ويطلق شعارات قومية ما بعدها من شعارات .. وقد ينخدع بعض من ابناء جلدتنا بتلك الشعارات ويعتبرها اساسا لوحدة امتنا المتوحدة اصلا دون منة من هذا السياسي او ذلك السمسار .. وبعد فترة وجيزة نرى صاحبنا ذو التصريحات الوحدوية والشعارات الانيقة البراقة ، نراه وقد سقط في كنف الاخرين مقابل بعض من الوراق الخضراء ،والغريب يصبح بين ليلة وضحاها مؤيدا لمطالب وتطلعات شعب اخر وامة اخرى والتي قد تكون بالضد من تطلعات ابناء امته واحيانا محاربة لها بكل ما اوتيت به من قوة وبمختلف الوسائل تاركا شعاراته وابناء شعبه خلف ظهرانيه ....!!

        ان الذي يحصل الان وكما هو معروف لدى جميع ابناء امتنا ، هو محاولة جادة وحرب لا هوادة فيها لتمزيق شملنا واذابتنا وصهرنا في بوتقة اقوام اخرى لا تمت لنا باية صلة دموية كانت ام تاريخية .. او على اقل تقدير هي محاولة اضعاف هيبتنا التي بدأت تسمو وتفرض نفسها على ارض الواقع رغم كل الصعاب التي يريد الاخرين بها النيل منا .. لذا ومن هذا المنطلق فنحن ندعو صادقين جميع ابناء شعبنا ( والسياسيين الكبار منهم خصوصا ) ان يراجعوا انفسهم قبل فوات الاوان  لأن الزمن يمر بسرعة مذهلة ،  وحين تمر الفرصة السانحة لنا سنكون حينها في موضع لا نحسد عليه واحدنا يلوم الاخر .. وحينها لا ينفعنا البكاء والندم على الذي مضى .. فنحن ندعوهم الى ترك خلافاتهم الشخصية جانبا وان لا يوزنوا الامور بما يقدم لهم من المال الحرام ،  المثمن بدماء ابناء الامة والمقيم بالدولار او الدينار والذي يعرض عليهم من سماسرة الذمم ، لأن ذلك سيوقعهم في مأزق خطير جدا وهو خيانة ابناء الامة ... لذا نقول ... ان العودة الى جادة الصواب فضيلة كبرى ، اما البقاء والاصرار على الخطأ والتمسك والتزمت الاعمى بالرأي الباطل فهو اساءة لأمتنا ولنا .. ولكننا رغم كل ذلك نعتقدكم ابناء بررة لشعبكم وامتكم ، وعقولكم حكيمة بما فيه خير الامة ونفوسكم طيبة جدا للصفح عن بعضكم ، لذا فانتم اهل لأن تقودوا ابناء امتكم الى بر الامان ، فبتعاونكم مع بعضكم وجلوسكم على مائدة مستديرة واحدة وطرحكم عليها مباشرة افكاركم ومناقشتها بموضوعية وبحكمة وبنفاذ بصيرة وبرأي مستقل نابع من ضمائركم وليس باملاءات من الآخرين ، تكونون قد صنتم كرامة ابناء جلدتكم وتستطيعون حينها المطالبة بكل حقوق امتكم وبما نصبو اليه كشعب اصيل ومكون اساسي في بلدنا الاصيل  .. كونوا نبراسا لنا لنقتدي بكم.. وحينها نكون نحن من ورائكم سائرين على خطاكم حاملين علم الامة عاليا  مطالبين معكم بتحقيق اماني شعبنا العادلة ... نحن نعلم بان ذلك صعب على بعض منكم ان لم نقل مستحيلا.. ولكننا واثقون من شجاعتكم في مواجهة الامر، وواثقون جدا بنواياكم الحسنة والتي تجعلكم كالاسود في مواجهة الضواري .. فلنكن اذا يد واحد وذوي رأي واحد وخصوصا ونحن مقبلون على كثير من الامور التي قد يتقرر بها مصير شعبنا على ارض الاباء والاجداد .. فلنكن يد واحدة.... قوية جدا وليس اصابع مشرذمة .. فالشعب بذمتكم وصون كرامته واجبكم ومهمتكم ، فان فعلتم ما هو صالح للشعب والامة فسوف يذكر وينقش التاريخ اسماؤكم بحروف من ذهب والماس ، وان حدث العكس ( لا سمح الله ) فحينها .. لا ندري اين تكون تلك الاسماء .. ولكن كلنا امل ولنا ثقة تامة بانكم اهل لحمل الامانة الملقاة على عاتقكم  وبيد واحدة ... نقول بيد واحد وبرأي واحد ... وانتم اهل لذلك...  

 

 

Home - About - Archive - Bahra  - Photos - Martyrs - Contact - Links