سفينة صحافتنا الرياضية عند محطة  ال(85 )عاما

صحافة الموصل الرياضية بين الأمس واليوم

 

                                                                                                                      سامر الياس سعيد

          

                  في خضم احتفال الاسرة الصحفية الرياضية  بتذكار تأسيس أول مجلة رياضية باسم الألعاب الرياضية قبل (85) عاما  لايسعنا الا ان نقدم تهانينا  المعطرة بدوام الأمنيات لزملائنا وهم يقودون دفة  صحافتنا الرياضية لتقدم في هذا المجال نتاج أفكارها ودعمها لانجازات رياضيينا وهم يحققوها وسط حلقات من المعوقات والمصاعب التي تعترضهم وما يفرضها عليهم واقع بلدهم المثقل بالعديد من المؤشرات الامنية  وما يستدعي ردود فعل حازمة  تبثها عزيمة  فرسان الكلمة  وهم يواصلون ليل الصعاب بنهار يبزغ فيه أمل الانجاز وتقديم أصداءه وتغطياته للقاريء بل على الجانب الأخر ما توفره تلك التغطية من  إلقاء تبعات تلك النتائج في جانب الدولة لتشد أزر هولاء الإبطال  وتقدم لهم  ما يعينهم على تجديد الانجاز وتأكيد حضور العراق  رغم كل الأهوال ..

ومع تأكيد جدارة صحافتنا الرياضية فإننا نقدم هنا دراسة لواقع الصحافة الرياضية في الموصل وما قدمه الرواد من اضاءات أبرقت النور لأجيال  تلتهم في مشوار الكلمة المقرونة بتقديم المشورة والدعم للإبطال  وتسليط الأضواء على ما يساور رحلة  الالف ميل في ذاكرة الانجاز  ونقرن ما تحقق قبل اعوام خلت لنقارن واقعها بما تحقق اليوم من حضور طاغ للأعلام الرياضي  خاصة مع دخول الفضائيات بوابة المنافسة مع الصحافة المقرؤة  ليكون السبق الصحفي مسؤولية مهنية  تعتمد حرفية كاتبها ومهارته في نهل المعلومة  ونشرها  وهذا ما يصب في مجال الحقيقة اما الرأي فيتفرع لإبداء المشورة إزاء ما  تشهده مضامير الرياضة المختلفة  فضلا عن  الاشارة الى المصاعب التي تعانيها دوائر الرياضة التي تتعدد ما بين ممثلية تسعى لتأكيد الاهتمام باتحاداتها الفرعية فيما يخص رياضة المحافظات او التصدي لمحن الأندية وما تعانيه من غياب المنح  وتأخرها مما يهدد واقع النادي  ويعرض فرقه الى أخطار  الإلغاء  ..

وبناءا على إشارات المؤرخين في مجال الصحافة الموصلية  فقد ذكر المؤرخ الموصلي المعروف عبد الجبار محمد جرجيس عبر كتابه (الدليل المرشد للجرائد الموصلية للفترة  من سنة 1885 ولغاية 2005)صدور صحيفتين رياضتين ابان الفترة  ما بين 25 حزيران 1885 وهو تاريخ صدور أول جريدة موصلية باسم( موصل)  ولغاية 3 كانون الأول 2002 ويشير المؤرخ  جرجيس الى الصحيفة الاولى التي حملت عنوان(  الشعلة الرياضية ) بتفاصيل مقتضبة  نذكرها هنا (صدرت  في سنة1954م وصاحب امتيازها  مراد سعيد مراد على إنها جريدة رياضية  تهتم بشؤون الرياضة  بأربع صفحات قياس( 45×54سم ) لم تستمر طويلا  فتوقفت عن الصدور )وفي هذا الصدد يؤكد الرائد الصحفي احمد سامي الجلبي تلك المعلومات عبر كتابه المعنون (صفحات مطوية من  تاريخ الصحافة الموصلية )   اما الجريدة الثانية والتي صدرت  في تلك الفترة فيشير اليها  المؤرخ عبد الجبار جرجيس  فحملت عنوان  ( الثورة والرياضة)  التي صدرت عام 1975 عن دائرة  شؤون الطلبة في جامعة الموصل  بمناسبة انعقاد  الدورة الرياضية  الثالثة للجامعات العراقية  وترأس تحريرها  عبد الرزاق إبراهيم  وكانت بأربع صفحات  حيث صدر منها 3 اعداد فقط لتغطية  أخبار ونشاطات  الفرق الرياضية  المساهمة بالدورة المذكورة وما قدمته في مجال الألعاب الرياضية ) وفي هذا المجال نعود لكتاب الرائد الصحفي الجلبي  الذي أضاء جانبا من الصحافة المؤسساتية فذكرفي كتابه نبذة عن  مجلة الرافدين  للعلوم الرياضية  والتي أصدرتها كلية التربية الرياضية في جامعة الموصل  في 26 كانون  الأول 1995  وكانت تتصدى للبحوث والدراسات الأكاديمية التي تقدم في هذه المؤسسة العلمية ..

ومازلنا نرصد تلك الحقبة رغم اتساع زمنها  فنشير الى رأي الزميل الاعلامي علاء عبد الوهاب  الذي يقول ان  رغم اختفاء الصحف ذات الطابع الرياضي المتخصص الا ان  الصحف السياسية والتي شهدتها ساحة الاعلام في المدينة لم تكن تخلو من صفحات تتخصص في الجانب الرياضي  ويضيف عبد الوهاب ان نشاط تلك الصفحات وصل ذروته الإعلامية في الآونة التي سبقت نيسان 2003 حينما كانت تصدر في المحافظة صحيفتان  ذات طابع سياسي لكنهما لم يهملا متابعة الشأن الرياضي الذي استقطب طاقات شابة  خاصة في جريدة الحدباء ونينوى فالأولى التي كانت بإشراف العديد من  المتخصصين في الصحافة الرياضية  خلال أعوامها التي انطلقت من نهاية سبعينيات القرن المنصرم  والى خاتمة رحلتها التي انتهت بالتحديد في نيسان عام 2003 اما جريدة نينوى والتي انطلقت مسيرتها الصحفية عام 2000 كانت بإشراف الصحفي القدير سلطان جرجيس  وهو الذي شجع العديد من الطاقات الشبابية للدخول لميدان صاحبة الجلالة عبر نافذتها الرياضية ..

اما الفترة التي أعقبت نيسان من عام 2003  فقد شهدت خلال اعوام 2003 و2004 و2005نشاطا رياضيا ملحوظا رغم عدم بقاء  الصحف التي صدرت ابان تلك الاعوام بنفس وتيرة انطلاقها المنشود وذلك للعديد من الأسباب التي لنا معها وقفة  لكننا نستعرض هنا  نبذ مختصرة عن الصحف التي صدرت في بحر الاعوام الثلاثة .

1- المستقبل الرياضي : صدر العدد (صفر ) يوم الاثنين  الموافق 16 حزيران عام 2003 بهيأة تحرير مؤلفة من رئيس مجلس الادارة  محمد عبد الله عربو وصاحب الامتياز عويد احمد علي وسامر الياس سعيد رئيسا للتحرير  وسبهان الجرجري مديرا للتحرير ..ضم العدد الذي تالف من ثمان صفحات بقياس 30×40سماخبار محلية وعربية ودولية فضلا عن صفحات للتحقيقات والتاريخ الرياضي والعيادة الطبية ويصفها المؤرخ عبد الجبار محمد جرجيس بالإشارة الى إنها كانت  تمثل الأمل  في ان تنقل  النشاطات الرياضية  المختلفة  الى الجمهور الرياضي  الا إنها لم تتمكن  من مواصلة  العمل الصحفي  فتوقفت عن  الصدور  بعد عددها الأول .

2-الرياضي الموصلي :صدر عددها  الأول بتاريخ 21 أيلول عام 2003بترويسة حملت العنوان المذكور مرفقا بشعار (لكل حدث خبر ) وبهيأة تحرير تألفت  من ذنون يونس العامري رئيسا لمجلس الادارة  وسلطان جرجيس صاحب الامتياز  رئيسا للتحرير  وطلال العامري نائبا لرئيس التحرير  وحملت كلمة رئيس التحرير في العدد الأول  رغبة في  الصدور المستمر مشيرا الى ذلك بالقول (على بركة الله  وبهمة الخيرين  قررنا ان نلبي  طموحات أبناء محافظة نينوى  في إصدار مطبوع رياضي  يعكس الصورة الحقيقية  لرياضة هذه المحافظة (العتيقة ) رياضيا وتاريخيا ) لكن جاءت رياح التوقف لتعرقل مسيرة الصحيفة المذكورة فتوقفت عن الإصدار بعد عددها الثالث  المؤرخ في 9 تشرين الأول من العام المذكور ..

3-الميزان الرياضي :صدر العدد الأول منها يوم  الثلاثاء الموافق 6 نيسان عام 2004وحملت ترويستها إشارة الى إنها جريدة  نصف شهرية  تصدر عن جمعية حقوق الرياضيين  العراقية فرع نينوى  وتألفت هيأة تحريرها من  مهدي صالح  رئيسا لمجلس إدارتها  ومحمود شكر  رئيسا للتحرير  وعدنان احمد مديرا للتحرير ومحمود خالد علي سكرتيرا للتحرير ..وكان مشوارها الصحفي مماثلا لسابقتها حيث توقفت بعد صدور عددها الثالث ..

4-الهدف الرياضي :صدر عددها الأول يوم الاثنين الموافق 6 حزيران عام 2004 بهيأة تحرير مؤلفة من عصام حسن محمد رئيسا لمجلس الادارة ومثنى مصطاف نائبا لرئيس مجلس الادارة  وعلي محمود رئيسا للتحرير وعلاء عبد الوهاب مديرا للتحرير  ونجحت الهدف في  تخطي حاجز الاعداد المحدودة بإصدار 11 عدد ثم ما لبثت ان توقفت بعد هذا العدد وأشار اليها المؤرخ عبد الجبار محمد جرجيس في كتابه بالقول (اهتمت  بالإخبار المحلية ونشاطات الأندية  والاتحادات الرياضية في نينوى  وصولا الى خلق ثقافة رياضية هادفة ترتقي بالروح الرياضية  ونشر ثقافتها  بين العديد من جرائد المدينة  وهي خطوة أولى  في مجال التخصص في المجال الصحفي) فيما نذكر إنها  استقطبت اغلب الأقلام  المتخصصة في مجال الصحافة الرياضية في المدينة وصولا الى فتح مكاتب لها في محافظات الجنوب كالبصرة والشمال ككركوك كما يشار الى إنها دشنت  مجال الصحافة الالكترونية حينما عمدت الى  إنشاء موقع لها على شبكة الانترنت يحدث بعد صدور كل عدد ..

عن الجريدة يقول علي محمود رئيس تحريرها  إنها تمكنت من توثيق الصلة بين الاعلام في تسليطه الأضواء على أنشطة الاتحادات الفرعية  التي عمدت الى الاشتراك بالجريدة  من اجل تدعيم تلك الأواصر  بل رفد محرريها بالجديد والمفصل من أنشطتها ودعوتهم لحضورها وتغطية اغلبها  وفي جانب مواز يضيف محمود إنها نجحت ايضا في استقطاب القاريء المتابع لإخبار  المحافظة الرياضية  التي لم تتحدد بجانب ضيق بل تعدت تغطيتها وصولا الى تحقيق انفردات واسعة فيما يخص الاحداث الرياضية التي تجري في العاصمة الحبيبة  والمحافظات التي تمتلك فيها الجريدة مراسلين معتمدين ..

5- القسم الرياضي :رغم العدد الوحيد الذي صدر من تلك الجريدة بالتحديد يوم السبت الموافق10 كانون الأول عام 2005 الا ان حكاية إصدارها وما اعترضه من معوقات انتهت مع  نهاية  رئيس مجلس إدارتها  ورئيس التحرير عيسى عبد الله الجرجيس الذي اختطفته يد المنون بعد صراع مزمن مع مرض عضال  فكانت القسم مسك الخاتمة الذي نأمل ان لاينتهي بل نتمنى ان يدوم بإطلالة جديدة  سواء من تلك الصحف التي ذكرناها في استعراضنا الموجز  او مع جريدة جديدة يمكن ان تحملها قوادم الأيام او عبر بساط المستقبل القريب بإذن الله  ..

وبعد ان أبحرنا في خضم جهود خمس من صحفنا  الرياضية الموصلية لايسعنا الا ان نوجز غيض من فيض المصاعب والمعوقات التي تحد من رغبة تحول في ظهور جهد صحفي يختص بالجانب الرياضي فالصحف الموصلية تعاني من مشكلة عدم توفر المطابع الملحقة بالجريدة والتي تتمكن من انجاز الطبع  خلال ساعات محدودة لاتتجاوز على اقل تقدير خمس ساعات او ما يزيد تماما كمثيلاتها من صحف العاصمة  وهذا الأمر بالذات ينعكس على عدم رغبة القاريء الموصلي من متابعة الخبر الذي لايمكن ان يتأخر عن حدود الساعات المحدودة فما بالك مع مسالة يوم او ما يزيد  من المكوث تحت رحمة الات الطباعة وما يشمل ذلك من عدم استمرارية التيار الكهربائي الذي يؤثر في ضمان أعمال التنضيد والتصميم والتنفيذ الذي يتطلبه انجاز جريدة    فضلا عن محدودية رقعة القاري المتابع لهذه الإخبار وتفاوت رغبته في متابعة اندية بعينها دون اخرى ..

 

 

 

Home - About - Archive - Bahra  - Photos - Martyrs - Contact - Links