السابع من آب يوم الجلل

 

                                                       اويا اوراها

                           حيث يستذكر جميع أبناء شعبنا الكلدوآشوري السرياني في كل يوم شهدائهم الأبرار الذين سقطوا على مذبح الحرية والذين يسقطون وحتى الساعة نصرة لقضاياهم القومية والوطنية السامية كما وأيضا حيث يحتفي بهم رسميا في يوم ( السابع من آب الاغر ) إجلالا لأرواحهم الخالدة وإكراما لدمائهم الطاهرة التي روت أرض الجدود ( بيت نهرين ) إبتداءا من ( شهداء مذبحة سميل عام 1933 ) التي راح ضحيتها الآلاف أو لما سبقها من شهداء الضمير وما تلاها الى يومنا هذا, تلك المجزرة الشنيعة التي تعتبر وعن حق وصمة عار في جبين مقترفيها ومموليها من خونة الوطن ( العراق ) وعملاء الأستعمار الأنكليزي ومن آزرهم وشاركهم فيها من سماسرة العمل القومي وأذلائه من المحسوبين على شعبنا . هذه المجزرة الوحشية على الرغم من جهل أغلب العراقيين بها وأخص بالذكر الأخوة العرب كانت ولاتزال عنوانا ورمزا للأبادة العرقية لما أحتوته من وسائل ليس على صعيد التفنن في القتل فقط بل لما زاول فيها من أساليب أجرامية رزيلة كالتمثيل بالجثث وتشويهها وانتهاك الأعراض وقتل الحوامل بطرق وحشية بشعة عبر بقر بطونهن ناهيك عن التعذيب الجسدي وعمليات القهر السياسي والصهر القومي والترهيب النفسي وكل ذلك كان من أجل القضاء على آمال وتطلعات امة عريقة والأجهاض على حقوقها القومية المشروعة وما كان يتملكها أيضا من طموح صوب أعادة أمجاد العراق , لكن ومع كل تلك المحاولات اللأنسانية التي مورست ومن دون أدنى وجهة حق تجاه شعبنا الكلدوآشوري السرياني حيث لم يكن باستطاعتهم بتر الحبل أو الرابط السري الذي يعتبر سر وجود وديمومة شعبنا الخالد على أرضه التاريخية ( بين النهرين ) مهد الحضارات ومنبع المدنية التي ينوي أعداء الوطن وأعداء شعبنا الأصيل عبر عنجهيتهم وتهورهم الشوفيني قطع ذلك الرابط  الذي هو بمثابة صخرة الأيمان القومي وقاعدته الصلدة التي عليها كانت تتهشم عنجهياتهم مهما بلغت شراستها بل العكس كانت تزيد شعبنا أصرارا على التجذر وأثبات الوجود وذلك عبر تشيكله لمؤسسات وتنظيمات قومية وتثقيفية ذات توجهات هادفة تعمل على شد الجماهير بأرض الجدود والشد على أياديهم بعدم مغادرتها مهما بلغ سعير الأوباش تجاهه وكانت تلك التنطيمات وخاصة السياسية منها كالحركة الديمقراطية الآشورية ( زوعا ) المناضلة بمثابة الرد الشافي لؤلئك المتوهمون الذين صعقوا بنضالها لتقول لهم ( أنا أناضل فأذن أنا موجود ) وصدق الشهيد يوسف توما وهوأحد موسسي ومفكري الحركة الديمقراطية الآشورية ونقلا عن شهود عيان حينما كان يقتاد ومن معه كي يعتلوا أعواد المشانق في عام 1985 قائلا مقولته المأثورة والتي بالفعل تحققت ( سوف تعلوا رؤوسنا أعواد مشانقكم وستطئ رؤوسكم أقدامنا ) لينال بعدها وبصحبة رفاق دربه الميامين أكليل الشهادة كما نالها من قبلهم رفاقهم في ميدان العمليات بشمال الوطن عام 1984 الذين وقفوا صامدين في قرية ( هجركي ) مقاومين أزلام النظام المقبور ليسطروا بوقفتهم أروع ملاحم البطولة والفداء لتمتزج دمائهم بدماء مئات الآلاف المؤلفة من أسلافهم الشهداء الذين سقطوا في قضاء سميل وطور عابدين وأورميا وبعقوبة والحبانية والفلوجة وقرية صوريا وهسانة  ... ألخ ليخطوا أجمعين بدمائهم الزكية شعار الأتحاد السامي الذي لم ولن تتهاوى أركانه أبدا بصرخة هنا أو بجرة قلم هناك كون وحدة شعبنا هي ازلية وربانية كونها تنحدر من عرق مترسخ ذو جذع واحد شامخ وأصيل لا فرع له ولا فرعان ولغة واحدة  وتراث وعادات وتقاليد  لها خصوصيتها كما ويجمعهم تاريخ ومصير مشترك على أرض الأجداد المعمدة بدماء الأطهار الكلدوآشورية السريانية , كل هذه عبارة عن مقومات عظيمة لها قدسيتها لشعب عظيم واحد موحد ومتكامل له من القوة لردع كل تلك المجاميع الهدامة التي تنشط بين الحين والحين مشاركة أعداء هذه الأمة على هدف واحد مستميتين لأجله وهو بث الفرقة والأنقسام داخل البيت الكلداني الآشوري السرياني , لكن أهل العزم الذين على قدرهم تأتي العزائم تمكنوا وكما وعدونا دوما من كسر شوكة مجاميع فرق تسد وهشمت أقلامهم المريضة جراء الفعل السوي والنضال النظيف من لدن ذوات الفكر القويم والنهج السليم الذي يتجلى داخل صفوف الحركة الديمقراطية الأشورية ( زوعا ) التي تقود العمل الوحدوي بكل أخلاص وتفان على المستوى الوطني والقومي ومن على المنابروالميادين السياسية والثقافية والأجتماعية والأعلامية ليكون ثمن ذلك العمل أو الكفاح النزيه عشرات الشهداء الذين وهبوا أرواحهم قربانا على مذبح حرية ووحدة شعبنا في دهوك وأربيل ونينوى وكركوك وبغداد والبصرة ليكونوا نبراسا لنا وأمتدادا لمن سبقوهم من الخالدين الذين يزينون سماء النهرين , وبخلودهم المجيد تحتفي أمتنا الكلدوآشورية السريانية ممجدة ذكراهم في ( السابع من آب ) من كل عام ..

عزيزي القارئ الكريم

وبما أن الشيء بالشيء يذكر ألا وهو كم كانت نفوسنا تواقة للأحتفاء أو أحياء مناسباتنا القومية في أرض المهد ( العراق العزيز ) والتي كانت حلما يراود الكثيرين وكان من المستحيل أحياءها الا في السر وسببه الدكتاتوريات الدموية المتعاقبة ألتي توالت على سدة  الحكم في العراق والتي أعتبرتها خطا أحمرا وتدخل في أطار المؤامرة على النظام وخيانة الوطن !!!! لكن هذا الحلم قد ترجمه المناضلين الحقيقيين على أرض الواقع وبالفعل تم تحقيقه على ايادي الابطال من أنصار الحركة الديمقراطية الآشورية ( زوعا ) في عام 1991 ولأول مرة بعد الأنتفاضة الآذارية يوم أحيت الجماهير الكلدوآشورية السريانية ذكرى شهداءها في يوم ( السابع من آب ) في محافظة دهوك بأقليم كردستان العراق ولتمتد البوم وبعد زوال الطغاة ألى أغلب محافظات عراقنا الحر ... لكن يبقى الشئ الأهم الذي من الواجب أستخلاصه من عبرة الأحياء لهذه المناسبة الا وهو بان ملف جميع الذين نالوا أكليل الشهادة لما قبل شهداء عام 1933 ومرورا بمجزرة سميل ولما بعدها وحتى الساعة لا تزال مفتوحة بمجرد ما يتم أستذكارها لكن من دون أية مفاضلة هذا على ذك كونهم جميعهم ملف واحد وجميعهم سقطوا غدرا وغبنا وستأتي الساعة وبهمة الغيارى التي سيتم فيها وضع ذلك الملف على طاولة المفاتحة وحينها سيكون لكل حادث حديث , كما وعلينا أن لا نتجاهل حتمية الواجب القومي التي تفرض علينا الأبتعاد عن أساليب التشنج والمفاضلة أوالتظاهر والمغازلة  هذا أن كنا بمستوى المسؤولية ...                                 

وختاما وقفة اجلال وأحترام لجميع شهداء شعبنا الكلداني الآشوري السرياني في يومهم الجلل ( السابع من آب ) وتحية حب وتقدير لشهداء شعبنا العراقي العظيم .....

 

Home - About - Archive - Bahra  - Photos - Martyrs - Contact - Links