الشمس لايمكن ان تحجب بغربال

                                                                                                                                          بقلم /طلال فكتور

                         في حديث ملفت للنظر ومثير للشجون خلال لقاء السيد الملا بختيار  المشرف على علاقات الاتحاد الوطني الكردستاني مع (الملف برس) خص فيه شعبنا العريق والشعب التركماني حين قال (( المعروف ان الشعوب لها الحق القانوني في إعلان إقليمها أو دولتها إذا كانت لها ارض تاريخية وجغرافية . ولكن التركمان والكلدواشور هم مقيمون في كردستان ولهم حق المواطنة الكاملة فيها . ولكن ليست لهم أي ارض تركمانية او كلدواشورية في كردستان والعراق)).... وهنا أقول للسيد بختيار شكرا جزيلا على كرمكم الوفير حين منحتنا حق المواطنة الكاملة في كردستان ولكني أرجو منه ان يدلنا نحن الشعب الكلدواشوري السرياني على موطننا الحقيقي وارضنا ومن أي بقعة في العالم جئنا واستوطنا في كردستان ليتسنى لنا العودة اليها عندما نصاب بالظلم ونضطهد لاسامح الله .
ياسيدي العزيز ان حقائق التاريخ والجغرافية كلها تشير الى ان الشعب الكلدواشوري هو اصل شعب العراق كله باستثناء اللذين نزحوا من جنوب شرق اسيا والجزيرة العربية قبل وبعد الميلاد طلبا للعيش وطمعا بخصوبة ارضه واعتدال مناخه ووفرة المياه فيه وهذا لايختلف عليه العقلاء إضافة إلى أن شعبنا الكلدواشوري شيد ارقى واعظم الحضارات في التاريخ على ارض الرافدين ومابين النهرين وشواخصها لازالت قائمة الى يومنا هذا في نينوى (الحضارة الاشورية) وبابل (الحضارة الكلدانية) والتي كانت على ارض العراق من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه تحت نفوذ هذين الامبراطوريتين العظيمتين اضافة الى بلاد الشام والجزء الشمالي الشرقي من بلاد مصر وهذا كان قبل ميلاد السيد المسيح وبعده وللذين لايعرفون هذه الحقيقة او يتجاهلونها اوجه دعوتي لهم لاصطحابهم بجولة سياحية في مناطق اربيل وقلعتها الشامخة ونمرود في نينوى وبابل في مدينة الحلة والناصرية في جنوب العراق ليشاهدوا بأم أعينهم ماذا ترك لنا اجدادنا من ارث ثقافي طرز على الصخور وبها شيد اضافة الى ماتبقى من اثار وتماثيل ورقم طينية في المتحف العراقي وماموجود في متاحف فرنسا وايطاليا وبريطانيا وغيرها من البلدان . واذا سالت أي انسان في كل القارات الخمسة في الكرة الارضية عن اشور بانيبال ونبوخذنصر وحمورابي وغيرهم يقولون لك وبسرعة فائقة انهم ملوك العراق قبل التاريخ وبناة حضاراته العريقة وهم كلهم اشوريين وكلدان ويتكلمون اللغة السريانية التي ورثناها منهم واصبحت هويتنا في موطننا الاصلي (بلاد الرافدين) العراق اليوم.
وعندما نتصفح كتب التاريخ نجد ان شعبنا الكلدواشوري هو الذي علم الانسانية جمعاء القراءة والكتابة وشرع اول قانون في التاريخ وابدع في الطب والزراعة والرياضيات وعلم الفلك والعلوم العسكرية اضافة الى انه اول من انشأ دويلات ومجتمعات متحضرة في الوقت الذي كان الانسان في اوربا وغيرها يعيش في كهوف مظلمة. وفي التاريخ الحديث وعلى وجه التحديد في بدايات القرن الماضي عندما انتفض شعبنا في شمال العراق مطالبا بأقامة اقليم له نوقش موضوعه واقر في عصبة الامم انذاك ولازالت هذه الوثائق محفوظة في ارشيف هيئة الامم المتحدة ولكن التامر البريطاني مع بعض دول الجوار حال دون اقامة هذا الاقليم بل شرعوا بذبح شعبنا وابادته كما حصل في سميل وغيرها من القرى والقصبات في شمال الوطن وهجر اهلنا الى مناطق الوسط واضطر القسم الاكبر منهم للهجرة خارج العراق والعيش في المهجر هربا من الظلم والقساوة والاستبداد تاركين ارضهم وارض اجدادهم وممتلكاتهم للغير ولازالت عمليات التهجير القسري والاستيلاء على الاراضي والممتلكات قائمة الى يومنا هذا فتناقصت اعدادنا في ارض الوطن وزادت في المهجر ومن هناك لازال ابناء شعبنا الكلدواشوري يدافعون عن قضيتهم وعن عراقهم يبتهلون في صلواتهم ويدعون من الله ان يحفض العراق وشعبه بكل قومياته واديانه وطوائفه ومذاهبه داعين الى الاخوة والمحبة والسلام . فهل بعد كل ماتقدم ان الشعب الكلدواشوري الناطق بالسريانية ليسو عراقيين بل دخلاء على ارض العراق يتصدق عليهم الاخرين بالموافقة على الاقامة فيه . واخيرا اقول للسيد بختيار بعد التقدير ماهكذا توصف الامور ياسيدي والشمس لايمكن ان تحجب بغربال داعيا من الله ان يمن على عراقنا الغالي (بلاد الرافدين) الامان والسلام ولشعبه الوفي عربا وكردا وتركمانا وكلدواشوريين الموفقية والازدهار .