وقعت نداءكم وامشي معكم .. وخطوتي وحدي

 

 

                                                            جاسم الحلفي

                   انطلقت حملة "مدنيون" كما هو معروف بنداء، وقعه نخبة من الشخصيات السياسية والثقافية والفنية والاجتماعية نساء ورجالا، ومن جميع القوميات والطوائف المتآخية في العراق، نخبة واعية لمسؤولياتها الوطنية.

فبالرغم من تنوع اتجاهات واهتمامات الموقعين على النداء، لكن همّا واحدا جمعهم، هو العمل من اجل الدولة المدنية الديمقراطية في العراق. وقعوا سوية على المشتركات الأساسية التي يجمع عليها العراقيون، وساهموا متعاونين في الحملة التي تهدف إلى إشراك أوسع قطاعات المجتمع العراقي من اجل بناء دولة المواطن والحقوق والضمانات الاجتماعية. فالحملة تحمل أهدافاً نبيلة، وطابعها جماهيري، فهي تبتغي الوصول إلى كل مواطنة ومواطن، داخل العراق وخارجه، يتفق مع الأهداف التي يتضمنها النداء.

انطلقت الحملة، كما كان التحضير لها بهدوء، كي تؤكد حاجة العراق المتنوع الموحد الى الدولة المدنية، وأهمية هذه الدعوة لاستقرار وسلامة البلد وتقدمه. لذا فالواجب يقتضي مواصلة الحملة وابتكار كل جديد من اجل ديمومتها، والمحافظة على زخم تقدمها، والارتفاع بعدد الموقعين على النداء وتوسيع دائرتهم لتشمل جميع قطاعات المجتمع تحقيقاً للهدف الذي انطلقت من اجله.

تم اختيار التوقيع وسيلة في تنفيذ الحملة، لأنه الممكن حاليا، والتجربة تقول كي تنفذ مشروعا ناجحا، يتطلب منك توفير مستلزمات وسبل نجاحه. التوقيع مع الآخرين على خير العراق، أمر ممكن وغير مكلف، ينجذب إليه كل مواطن ينشد الدولة المدنية الديمقراطية، والتوقيع عمل واع، وفعل راق، يرسم موقفا ويحدد الخيار الصحيح نحو وطن معافى، بل هو قدرة ومساهمة مع آلاف المتطلعين إلى دولة القانون،  المستعدين للاشتراك في جهد نضالي مشترك، هو كذلك اهتمام استثنائي في الورقة والقلم.

لا عليك سوى ان تقرأ النداء و تضع إمضاءك مع الآخرين، وحين يلامس إمضاءك ورقة النداء، تكون قد ساهمت مع الآخرين، بالترويج لأحد أساليب التحرك المدني، واشتركت في فرض احد الوسائل السلمية المتحضرة في الصراع على شكل ومحتوى النظام السياسي في العراق. هو اذا بديل رائع عن أساليب العنف والإرهاب والتخويف التي تمارس لتدمير العراق وتمزيقه، انه في الوقت ذاته، محاولة لترسخ ثقافة اللاعنف التي يقول عنها غاندي (اللاعنف هو أعظم قوة متوفرة للبشرية، إنها أقوى من أقوى سلاح دمار تم تصميمه ببراعة الإنسان).

لا يساورنا الوهم حين وقعنا، وكأننا في توقيعنا هذا سوف نحقق المعجزات، لكننا سنقول ان الـ "مدنيون" في العراق جمع مبارك، وإنهم قوة كبيرة ومؤثرة ان توحدت نجحت، ولتكن هذه الحملة نقطة انطلاق الديمقراطيين لاستنهاض قواهم، وتوحيد قدراتهم رغم التعقيدات المعروفة، وكما علق المواطن هادي محمد حسن، حينما وقع يوم 27/1  قائلا " مهما بدت ألأمور سيئة وصعب علاجها فلا بد من خطوة أولى على الطريق الصحيح"

وقال آخر: " مدنيون" وقعت نداءكم وامشي معكم وخطوتي وحدي!

 

 

Home - About - Archive - Bahra  - Photos - Martyrs - Contact - Links