إيضاح من المجلس الكلدوآشوري السرياني القومي حول تسميته الجديدة

 

 

زوعا - خاص

               أعلن المجلس في أميركا من خلال بيانٍ له أن يكون إسمه "حوياذا سورايا أومثايا"  ܚܘܝܕܐ ܣܘܪܝܐ ܐܘܡܬܝܐ أي "إتحاد سورايا القومي" وفي اللغة الإنكليزية SURAYA  NATIONAL  FEDERATION   نشير إلى أسباب ذلك التغيير في النقاط الآتية:

1-  سورايا  هو"الأسم الشعبي" المتداول بيننا وهو يدل علينا دلالة كافية نحن السريان الكلدوآشوريين. وليس ثمة من يعترض من أبناء شعبنا عندما نقول له سورايا.

    ندرك جيداً وجود إختلاف في الرؤى بالنسبة لكلمة سورايا، فهناك من يرى أن سورايا تعني: مسيحي(مشيحايا:ܡܫܝܼܚܵܝܐܵ)، وآخر يراه بمعنى سرياني(سورياياܣܘܪܝܵـܝܵܐ)، وغيره يقول هو تحريف يوناني لكلمة آشوري(ܐ̄ܣܘܪܵܝܵܐ) وغيرذلك من التفسيرات والتأويلات.... وهنا لا نرغب الخوض في تفاصيل  وجهات النظرالمختلفة، ولا تؤمن منظمتنا بجدوى الجدالات والنقاشات التي لاطائل تحتها، بل سنكتفي بإشارات واضحة وكافية الدلالات. وعليه فمنظمتنا ترى أنه مهما كان ألأمر، ف "سورايا" هو ألأسم الذي نتخاطب به جميعاً منذ مئات السنين وإلى اليوم، وهو يتمتع باحترام الجميع، ويتميز بصفة إحتواء كل مكونات شعبنا، بغض النظرعن معاني دلالاته بالنسبة لكل شخص. مالمانع إذن أن يكون إسم منظمتنا(سورايا) إختصاراً للدلالة(الكلدوآشوري السرياني)؟ سيما وتلك رغبة عبّر عنها كافة الأعضاء دون إستثناء، كما ويجنبنا تداخل أسماء منظمات أخرى مع إسم منظمتنا؟

 2- إن إختيار أسم مختصر لمنظمتنا القومية الإجتماعية الثقافية، بحيث يكون بعيد الشبه عن أسم منظمات أخرى جاء نتيجة مداولات، ثم إجماع كامل بين الأعضاء، بقصد سهولة إستخدام الأسم "سورايا"،، وكفاية دلالاته.

3- منظمتنا تؤكد عدم إنفرادها بإطلاق تسمية قومية لشعبنا، وعليه فإن إستخدامنا لكلمة سورايا لانقصد به إسماً قومياً لشعبنا. فنحن نختاره أسماً لمنظمتنا الإجتماعية الثقافية القومية. فنوضح ذلك درءً لأي إشكال  أو تجنباً لأي إلتباس. وضمن السياق هذا تؤكد منظمتنا إيمانها بوحدة شعبنا القومية وعدم القبول بالتجزئة سواء كان المسمى الرسمي متكون من كلمة واحدة أو أكثر.

4- لاتحمل منظمتنا "حوياذا سورايا" أية دلالات حزب سياسي، لأن للسياسة حقلها الواسع المختلف المتنوع، بينما للعمل القومي الثقافي الإجتماعي(الذي نحن بصدده) حقلٌ أكثر تخصصاً. إنه عمل تربوي يواظب على بناء الشخصية النهرينية التي تتواصل مع "الروح الحضارية الأولى" التي نمت وترعرعت على ارض النهرين، يوم كانت تلك الروح  نواة المنطلق التي تجسدت  بحضارة سومر وبابل وآِشور وما  عقبها من مرحلة حضارية تالية نمت في مشرقنا حملت أبعاداً هامة من خصوصيتنا القومية وهي: الحضارة المسيحية المشرقية ذات الخصوصية المتميزة. إذن ما ندعو إليه(كمنظمة تسمي نفسها حوياذا سورايا) هو الإتجاه إلى ترميم بناء الشخصية النهرينية من الداخل نظراً لما أصابها من إخفاقات بسبب إستهدافات متفاوتة في أساليبها وعنفها، ثم تخليص تلك الشخصية مما علق بها من شوائب نتيجة محاولات طمس الهوية. وعليه فحوياذا سورايا أومثايا يسعى إلى  إسترجاع الجوهر النقي الأصيل للذات النهرينية لكي تحمل مواصفات "خصوصية قومية" ضمن سياقات حقوق الإنسان والإنفتاح نحو الآخرين، ووفق مفاهيم إنسانية حضارية تقدمية. هذا العمل يكون عن طريق تعميق الروابط وترسيخها، وشد الإرتباط بالجذور بشكل يتماشى مع تطور المجتمعات الإنسانية تحت شمس العصر.

5-  من المفيد الإشارة إلى أن منهجنا الثقافي التربوي القومي لايتقاطع مع العمل السياسي بل يكون داعماً له، فمجال السياسة يتم من خلاله المطالبة بالحقوق بالإضافة إلى نشاطات أخرى من ضمنها نشاطنا، كما ونرى أن تضحيات السياسيين كبيرة تستحق الدعم والإهتمام وهي محط إحترام، سيما إذا كانت دوافع العمل السياسي وأهدافه تصب في نيل الحقوق القومية وتطوير الحالة الإجتماعية وترسيخ مفاهيم وحدتنا القومية. وهنا فإن "حوياذا سورايا" لا يتوانى من تشجيع أبناء شعبنا إلى الإنخراط في تشكيلات أحزابنا السياسية، كلٌ حسب قناعته وقابلياته، ومن لايرى في إمكانياته المختلفة مايؤهله للعمل السياسي، يمكنه التوجه إلى منظمات وجمعيات مختلفة: ثقافية، إجتماعية، كنسية، وغير ذلك من منظمات المجتمع المدني الخاصة بنا. إن ذلك أفضل بالتأكيد من الإنزواء والتقوقع وهجر ساحة السورايي، فيؤدي ذلك  إلى الإنقطاع عن الجذور وضياع الهوية.

   ولابد لنا في هذه العجالة أن نعرج قليلاً إلى بعض التوضيحات:

    يعلم الجميع إن مسمى منظمتنا  قبل التغيير الجديد كان: المجلس الكلدوآشوري السرياني القومي، وهذا الأسم  بدوره جاء نتيجة تغيير سابق حصل للأسم الأصلي في بداية تشكيل المجلس، حيث أن الأسم الأصلي كان "المجلس الكلدوآشوري القومي". والمجلس الكلدوآشوري القومي تشكل عام  2003 في بغداد، إثر إجتماع موسع ضم جميع مؤسسات شعبنا: الدينية  من كافة الطوائف،الأحزاب والحركات السياسية القومية، منظمات  المجتمع المدني المختلفة وشخصيات بارزة مستقلة. وتمخض الإجتماع عن إتفاق بين ممثلي جميع الطوائف المشرقية(كلدان،سريان كاثوليك وأرثوذكس،كنيسة المشرق القديمة والآشورية)، ومعظم الأحزاب السياسية والمنظمات المدنية، من أجل تسمية قومية موحدة  لشعبنا هي: "كلدوآشوريين" واللغة والثقافة سريانية. وفعلاً تم تسمية شعبنا " كلدوآشوريين" في الدستور العراقي  المؤقت في سابقة متميزة في دولة العراق من بين دول الجوار. وهكذا، ولأول مرة في تاريخنا منذ سقوط بابل ونينوى، يعود إسمنا القومي إلى التداول في المحافل السياسية تحت ظل تسمية موحدة(كلدوآشور). غير أن هذا الأسم الواحد الجامع لم يصمد طويلاً، فقد سعت بعض الأطراف السياسية من شعبنا والدينية أيضاً، إلى الترويج  من أجل نقض إتفاقية الأسم الموحد بدوافع مختلفة وقناعات متباينة، فشمل التنصل من إتفاقية التسمية الموحدة "كلدوآشور" جهات حزبية ثم حذت الكنائس هي الأخرى حذوها، فانسحبت من الإتفاق الواحدة تلو الأخرى. وبدلاً من أن تتشكل أحزاب تحت تسمية موحدة، أوتتآلف أحزاب تحت ظل تلك التسمية؛ تفرقت الأحزاب على مسميات مختلفة تسمى بها شعبنا في حلقات معينة  من تأريخه، فتشتت الشمل وضاعت فرص كبيرة أمامنا سيما ونحن في بلد مضطرب وفي زمن أحوج مانكون فيه أقوياء متحدين. وهكذا زادنا التمزق ضعفاً وهواناً فسهل إختراقنا و تهميشنا لمكوتنا(نحن المكوّن العراقي الأصيل) حائرين بما ورثناه من أسماء التي إرتبطت بدورها ،فيما بعد، بتسميات كنسية حسب تقسيماتها الطائفية والمذهبية. فضاع الهدف الأساسي وهو "حقوق الإنسان النهريني الأصيل" في خضم جدالات التسمية وصراعات المصالح.

   لم تكن تسمية "كلدوآشور" إختراعاً حديثاً آنياً، فلتلك التسمية أسساً علمية معقولة يمكن الركون اليها، كما أن الكل يعلم أن تسمية كلدوآشور قد سبق تداولها من قِبل شرائح قومية مختلفة على مدى عقود طويلة في العصر الحديث، ونادت بها شخصيات قومية لامعة، مثل المطران أدي شير، والقائد القومي آغا بطرس.. وغيرهم. وهنا يتطلب منا التنويه لكي لايُساء فهمنا، فنقول:  بأن منظمة "حوياذا سورايا"  لازالت لاتعارض أية تسمية قومية قصيرة كانت أم طويلة شرط أن تعبر عن وحدتنا القومية نحن السريان الكلدوآشوريين.

      قد يتبادر إلى ذهن القارئ العزيز بعض الأسئلة مثل: هل سيختلف منهج منظمة "حوياذا سورايا أومثايا" عن منهج المجلس؟ أم أن مبادئ المنظمة هي إمتداد للمبادئ الأساسية للمجلس الكلدوآشوري السرياني القومي؟.....

    في الحقيقة أن المجلس تشكل في بغداد تأكيداً للوحدة القومية سواء أكان المسمى  القومي  كلمة واحدة أو أكثر. وعليه فإن إتحاد سورايا القومي يؤكد رفضه بشكل قاطع توزيع شعبنا على عدة قوميات، ويبقى متمسكاً بالمبادئ التي من أجلها تشكل المجلس بإسمه القديم، فما تغيرعندنا هو الأسم فقط ولأسباب شكلية نوهنا عنها، ومن الطبيعي في هذه الحالة أن  تُجرى تعديلات على مسميات إدارية تخص الهيكل التنظيمي وبما يتناسب مع الظروف المستجدة لجاليتنا  في المهجر وبقدر ما يخدم ذلك إتحادنا بخصوص المرونة التنظيمية وإنسيابية عمل الأعضاء.

   من أجل أن نختصر الطريق للقارئ العزيز، نؤكد على المبادئ الأساسية لمنظمتنا القومية "حوياذا سورايا" لنقول:

كلدان،سريان،آشوريون:هم شعب قومي واحد، مهما كان شكل المسمى، وأن عمل إتحادنا يعطي أولوياته لتعميق الوعي القومي، والحرص لإنعاش السورث سيما في المهجر،حيث حقل عمله ونشاطه. ويعتمد إتحادنا كل الأساليب الممكنة لأجل هذه الرسالة، معتبراً إياها  رسالته القومية المقدسة بين أبناء شعبنا.

    إن أهم الركائز التي يستند عليها"حوياذا سورايا" هي الأنشطة الثقافية والفنية والإجتماعية التي تأخذ طابعاً قومياً أصيلاً بعيداً عن التوجهات الطائفية والمناطقية، أو التوجهات التي تؤدي إلى ميوعة الهوية النهرينية وهلاميتها. فنحن نسعى إلى حث الأجيال للتواصل في المجالات المتاحة أمامهم: سياسية،كنسية، ثقافية ،رياضية، إجتماعية، حقوقية وغيرها، بغية التأكيد على خصوصيتنا القومية، ونُشكل في نفس الوقت، عمقاً إستراتيجياً داعماً لشعبنا في أرض الأباء. 

     يقودنا هذا السياق إلى التأكيد على المكانة الخاصة لكنائسنا عندنا، وهذا ينطبق أيضاً على مكانة أحزاب أو حركات شعبنا السياسية ومختلف منظمات مجتمعنا المدني. ونشير أيضاً إلى إهتمام منظمتنا بتبنّي منهجاً إستقلالياً يستمد أصوله من المصلحة العليا لشعبنا في تحقيق وحدته وإحقاق حقوقه. ونؤكد إن هذا الطرح  يقع في حيز المفاهيم الوطنية التي تجمع العراقيين كافة.

    يلاحظ القارئ اللبيب أن جُلَّ نشاطنا يعتني بجانب أساسي من جوانب العمل  في الحقل القومي،  وهذا الجانب الحساس هو: تنمية الوعي  بقيمة روابطنا وضرورة تمتينها، فيقود هذا النشاط إلى تهيئة تربة خصبة ينمو فيها جيل يؤكد على وجوده في إطار خصوصيته القومية دفعاً لمخاطر الإنصهار والضياع، فيقوى البنيان من الداخل وتزول عنه الهشاشة التي يسببها ضعف الوعي القومي.

 

                         

                                                                                                                      إتحاد سورايا القومي  أميركا

 

 

Home - About - Archive - Bahra  - Photos - Martyrs - Contact - Links