ا                                     الجزء الثالث

 

مسيحيو العراق  والهجرة القسرية ..اسبابها ومعالجاتها وكيفية التصدي لها

 

 

                      

                      د. غازي رحـــــو

                كنا في الحلقتين الاولى والثانية قد تحدثنا عن العراقيين المسيحيين واصالتهم وولائهم لوطنهم العراق اولا ومن ثم عرجنا على الاقليات الاخرى التي عانت  الهجرة القسرية والمظلومية في وطنها الام والذي دعاها الى ترك الارض والوطن ودموعها ودمها ينزف  بعد القتل والتهديد التي لاقته هذه الشرائح الاصيلة في ارض العراق  واليوم نبين للقاريء الكريم الاسباب الرئيسية التي جعلت وتجعل مسيحيي العراق يشدون الرحيل  عن الوطن بالاضافة الى الاقليات الاخرى من الذين عانوا  من المظلومية ولعدة اسباب وهذه الاسباب ادت بالضرورة الى الرحيل والهجرة من ارض الاصالة وارض الاباء والاجداد ولواردنا التركيز على اهم اسباب رحيل المسيحيين العراقين من ارضهم ووطنهم  لوجدنا ان اكثر ما يمكن التركيز عليه من اسباب يمكن اختصارها  بالاسباب   الامنية والقتل  والتهجير  وتفجير دور العبادة والتمييز فيما بين افراد المجتمع العراقي الواحد  بالاضافة الى  النقاط التي يمكن تلخيصها بما يلي والتي يتطلب من  حكومة وبرلمان العراق ان تجد معالجة لهاان رغبت  بايقاف هذه الهجرة وهذه الاسباب هي  ؟؟؟؟ ,

1-    استمرار مسلسل  التمييز في العراق بين افراد المجتمع العراقي  على اساس الدين والعرق وخاصة بين  المسيحيين وبين الاديان الاخرى  .

2-   لا يزال  التمثيل السياسي لمسيحيي العراق غير منصف وغير عادل لهذه الاقلية الاصيلة  رغم انه يمرعبرعملية دستورية حيث لا يزال هنالك ثغرات ونواقص في الدستور العراقي بما يتعلق بحقوق الشعب المسيحي ...

3-   ان من المخاطر الكبيرة التي يواجهها هذا المكون الاصيل  هوالخطر الاثني والقومي  والذي ينظر اليه البعض من القوى الظلامية بتوجس كبير على شعبنا المسيحي....

4- كما اسلفنا سابقا فان العراقيين المسيحيين يتمركزون في قرى ومناطق سهل نينوى لهذا نجد ان هذه القرى والمناطق التي يسكنها هذا المكون تعاني من التخلف  الصحي والاجتماعي  والثقافي  والبنى التحتية لا زالت  تعاني الاهمال والتخلف ......

5-  منذ  دخول المحتل الغاصب العراق عام 2003 تعرض ويتعرض المسيحيون  الى انتهاكات بنسبة عالية قياسا باعدادهم وخاصة في الموصل وبغداد وكركوك و المناطق المسماة بالمتنازع عليها.....؟؟؟؟

6- ضعف وغياب السلطة المركزية لحكومة بغداد في المناطق التي يتواجد فيها شعبنا المسيحي ادت بالضرورة الى غياب الجوانب الثقافية والاجتماعية  والسياسية والاقتصادية  لهذا المكون وبالذات منذ الهجمة البربرية للمحتل الاميركي  ...

7-غياب المشاريع التنموية والاقتصادية  والصحية والتعليمية والخدماتية والشبابية والامومة لمناطق ابناء العراق الاصلاء من المسيحيين  ..

8- فقدان التمثيل العادل في الدولة العراقية  والحقوق السياسية  لهذا المكون الاصيل مع عدم عدالة التمثيل النيابي لابناء شعبنا في البرلمان العراقي  .... ...

9- كما هو معلوم ان احد الحقوق التي ضمنها الدستور هو حق العمل والذي كفلته القوانين والانظمة والدستور  الا اننا نجد ان حق العمل لشعبنا المسيحي   يخضع لتبعية  وقوة الاحزاب والانتماء للمكونات السلطوية الحالية التي تنحصر بين قوائم العراقية ودولة القانون والكردستاني .....

10- سلطة الدولة ومنذ 8 سنوات نجدها غائبة  ولا يزال الامن هش حيث يكون المن مستتب عند الحاجة ولحالات وقتية محددة ويكون غائبا مع غياب الحاجة ؟؟؟والذي يشكل علامات استفهام لدى الاقليات ...

11-  ان الاعتدائات  المتكررة على دور العبادة من الكنائس  مستمر  ولوحظ انه يعود  مع  قرب كل عملية انتخابية تجري في العراق ..وهذا يعطي علامة استفهام كبيرة؟؟؟لماذ كلما اقتربت الانتخابات زادت الانتهاكات للمسيحيين وفي مناطق محددة ؟؟؟ ...

12-فقدان الثقة بالحكومات المحلية من قبل جميع الاقليات ومنهم مسيحيي العراق  بسبب الخطاب والبرامج المتباينة  للاحزاب المسيطرة والدينية  والمتمثلة  باجندات حزبية  وفئوية ضيقة في تلك المناطق وهذا يشكل القهر والمظلومية التي يلاقونها ابناء الشعب المسيحي والذي سببه التعصب الاعمى لتلك الاحزاب ......

13-  كذلك ان الصراع الدائر بين  القوائم  الانتخابية المتنافسة وخاصة في مدينة الموصل التي يتناحر فيها  الاكراد والعرب  التي يتواجد فيها المسيحيين بكثرة  وضواحي الموصل   والتناحر السياسي  بينهما  له تاثير مباشر وكبير على الاقلية الاصيلة من مسيحيي الموصل في الهجرة بسبب الضغوط التي تلاقيها هذه الشريحة من تلك الاطراف  ...

14- كما اكد الدستور العراقي في مواده  15 و 37 و42 و 43  بالاضافة الى الاعلان العالمي لحقوق الانسان والمواد التي اشارت الى حقوق النسان في الحياة والمساواة في الوطن الا اننا نجد ان مسيحيي العراق يعيشون اليوم بمظلومية لا مثيل لها في التاريخ  هذا بالاضافة الى ما اكده العهد الخاص بالحقوق المدنية والسياسية في المادة 27 منه  والتي اكدت على الحقوق المدنية والسياسية  بانه لا يجوز في الدول التي تتواجد فيها اقلية  اثنية اواقلية دينية  او اقلية لغوية  لا يجوز ان  يحرم الاشخاص المنتمون اليها من حقوقهم في  المجاهرة بدينهم  او لغتهم  او شعائرهم ولهذا نجد ان العراقيين المسيحيين يعانون من المجاهرة في شعائرهم نتيجة التهديدات والقتل الموجه لابنائهم والذي يجعلهم يبحثون عن ماوى امن للتعبير عن تلك الشعائر  وما مجزرة سيدة النجاة الا برهان على ما نقول ..

15- ان المظلومية الانسانية والثقافية التي يعانيها العراقيين المسيحيين بما يتعلق بحقوقهم الثقافية في البعثات والتعليم العالي  يجعلهم يعانون من هذه المظلومية والتي تدفعهم الى الهجرة ...

16- التهميش المركز والمخطط في ابعاد ذوي الكفاءات من ابناء شعبنا العراقي المسيحي عن الوظائف المهمة والتي تتلائم ومستواهم الفكري والعلمي والثقافي  تجعلهم يعانون من هذا التهميش القسري والذي يدفعهم للهجرة والبحث عن اظهار الذات الحقيقية .....

17- النظرة الاجتماعية التي ينظر اليها  الاطراف المتعايشة مع العراقيين المسيحيين والتي هي نظرة الضعف ونظرة الخائفين تجعل من العراقين المسيحيين يبحثون عن مناطق يبتعدون فيها عن الخوف والضعف والبحث عن المساوات بين المتعايشيين في الوطن ....

18- الحرمان من المدارس الدينية التي كانت تعود للعراقين المسيحيين فيما مضى جعلت هذا المكون يبحث عن الامان  للتعبير عن مكنوناتهم الدينية من خلال التعليم المدرسي الذي حرمو منه  والذي يجعلهم يبحثون عن التعبير في اماكن تحترم تلك المكنونات ...

19- العداء المستحكم من قبل الجماعات السلفية والتكفيرية  والدينية في معادات ابناء العراق المسيحيين الذين يعملون في اعمال  تسمح لهم شرائعهم بالعمل بها حيث نسمع ونرى بين فترة واخرى قيام مجموعات سلفية بتفجير محلات بيع الخمور التي تعود الى ابناء الطاثفة المسيحية والذي يؤدي بالضرورة الى هجرتهم للبحث عن منفذ لرزقهم ورزق عوائلهم

20- التمايز الديني والاثني في اختيار  للوظائف الحكومية والرسمية حيث يتم حرمان ابناء العراق المسيحيين من الوظائف والمراكز التي يستحقونها والذي يجعلهم بالاحساس بالظلم .. 

   اذن  من واجب المحتل ومن واجب السلطة  والحكومة المركزية  ومن واجب البرلمان والسلطات المحلية ان تحمي  هذا المكون الاصيل وان يتحملون جميعا كل تلك النواقص التي حصلت ضد الاقلية الاصيلة من شعبنا المسيحي  من اجل تعديل المسار  للدولة العراقية الحديثة من خلال اخراج البلاد من  نظام المحاصصة الطائفية ومعالجة الفقرات اعلاه و التي اثرت بشكل مباشر على جميع الاقليات وبالخصوص المسيحيين منهم  الذي ظلموا بحقوقهم في العدالة  والمساواة   مع العلم انهم شريحة  من اكثر شرائح المجتمع العراق في النزاهة والكفاءة وان ما جرى لهم بالاعوام 2005 و 2008 ونهاية 2009 من تهجير وقتل وتفجير على الهوية  لهو اكبر برهان على المظلومية التي يعيشها هذا المكون الاصيل ..

ان الجميع اليوم من برلمانيين ومسؤلين واحزاب وقوائم برلمانية  مطالبين ايضا بوضع النقاط على الحروف وتنبيه الحكومة المركزية لمدى تاثير هجرة هذا المكون من العراق  

كما اننا لوتفحصنا ما يحدث الان في مصر وسوريا ولبنان والمناطق الملتهبة سنجد ان مسيحيي الشرق يعانون جميعا ؟؟؟؟فهل من حلول لايقاف هذا النزيف ؟؟وكما يقول احد رجال الدين المسلمين  ان الخوف اليوم ليس من هجرة مسيحيي الشرق  بل الخوف اليوم على المسلمين من هجرة مسيحيي الشرق ؟؟؟؟