‎قراءه في شعر المبدعه شمس القيسي تجليات النص الشعري

 

                     

  

 

 

 

 

                                                            ذنون محمد

    

      

       ما يزخر فيه العراق من شعراء او ادباء في مختلف المجالات الانسانيه هو امر صحي لا خلاف على ذلك وهذا الامر قادم من الارث الثقافي الذي يزخر فيه هذا البلد على مر التاريخ فهو المهد للكثير من الحضارات الانسانيه ويكفي ان اولى الاحرف بداءت هنا وشعت الى المعموره .

   

     ولذى ففي مختلف الحقب التاريخيه كان المبدع العراقي حاضرا .ما يعنينا الان في هذا الباب هو الزهو الشعري الذي يعيشه العراق والذي كان نتاجا ربما للكثير من التقلبات السياسيه او الاجتماعيه في الفتره الاخيره برز الشعر العراقي على الواجهه عربيا مع انه لم يغب يوما لكن ظهوره خلال هذه الحقبه له اكثر من مدلول لنتمعن قليلا في شعر المبدعه العراقيه الشاعره المغتربه شمس القيسي وهي الشاعره التي تنتهج اسلوبا شعريا يتسم بالاغراق الوصفي والتعمق في الذات الانسانيه والنهل من تلك الروح معاني الغربه والشوق والحنين الى الارض ربما مثلت لها بغداد ركنا خاصا فقد تغنت بها وافردت لها مساحه شعريه مهمه ..

 

بغداد تناديك عاشقهٌ 
في يدها ورود وفي قلبها عتاب
بغدادية الهوى أنا
رقصت لشدوي غصونها
وبعضها مرتاب 


      تظهر في هذه الابيات خالصه العشق لبغداد ليس لكون بغداد ارضا او مسقط رأس بل ان بغداد تمثل لها تاريخا طويلا من العمق الانساني وتمثل لها ذاكره عميقه غاصت في عمق التاريخ هنا تعلن استسلامها لهوى بغداد وفي داخلها ابضا ربما غصه او عتاب لامر ما ربما ان خروجها من بغداد حملت بغداد ذنبه خطاب جميل وابيات فاقت الوصف وهي تغازل وتعاتب بغداد عتابا لا يخلو من هوى لا ينضب ....يمثل الشعر عند المبدعه شمس القيسي هما كبيرا لكونه يمثل الانتماء اولا ويمثل جرحا ربما لا يطيب بسرعه فعالم الغربه ربما ولد عندها حنينا لا ينتهي وما زال مشحونا والى اخر العمر فما زالت بغداد بكل تاريخها وذكربانها هوى لا يزول او يحل معه هوا اخر فهي صورت روحها بالعاشقه التي لا ينطفى شوقها بل يضل نارا مستعره برغم تبدل ارضيه المكان لكنها ما زالت تحن الى ذلك الالق الذي ما زال نراه متفجرا في ابياتها الشعريه ففي احدى قصائدها تقول ..


وعشقي امسى مثفلا 
كما النخيل تثاقلت ارطاب 
لم أأنس بعاشق فعمري 
الموج والابحار 
دون جوابا 
يا ساكني بغداد 
كيف دجلة 
هل جفاها السنا وتفرقت 
احباب 
 

    هنا ما زالت في عشقها المتكرر الذي ربما امسى طابعها الاساس وهو حال ربما الكثير من شعراء المهج ممن عاش نفس الظرف وعزف به الحنين الى الذاكره الاولى الى تلك الملامح الى ذلك الصباح الى تلك الفطره التي بدأ عليها الى تلك الامور ربما البسيطه التي باتت تشغل الحيز الاكبر من الاهتمام فشعر شمس القيسي دائما مفعم بالابحار والغوص في عمق الذات ومتخذا باب الوصف السحري الذي لا يخلو من الاغداق في التحليل او مخاطبة الذات او طرق باب العتاب وهو عتاب المحب الصادق ..هنا تعبش عالما مضطربا لثقل ما خلفت لها الهجره او الغربه من مساحات واسعه من الالم والحنين والحلم بالعوده الى واقع ربما زفت ايامه وتغيرت صوره لكنه ما زال محافظا على القه وما زالت لذكرياه بقايا وما زال التاريخ الانساني ينهل منه فتقول في احدى روائعها الشعريه ...


في النبع نغمس اهاتنا
ونسقي تعطش الاحلام
اعود من جديد وتعرفني الريح
اغني وتتلو نشيدي الغمام
من جديد ينادي علينا الشعر
ويكتب لنا بين الحروف مكانا
في وجوم الخريف
في حفيف الاوراق
تسحبنا الريح لنروي قصة
عن برق الشتاء 


       هنا تغرق في الوصف وتعطي للحزن مذاقا جميلا يجمع الحالتين نجد في شعرها تغردات جميله في المحاكاة والعمق وجماليه في اختيار المفرده المؤثره التي تعطي للقصيده قبولا او مجالا للقبول عند المتذوق للشعر .


..يمثل الشعر عند المبدعه شمس القيسي هما كبيرا لكونه يمثل الانتماء اولا ويمثل جرحا ربما لا يطيب بسرعه  فعالم الغربه ربما ولد عندها حنينا لا ينتهي وما زال مشحونا والى اخر العمر فما زالت بغداد بكل تاريخها وذكربانها هوى لا يزول او يحل معه هوا اخر فهي صورت روحها بالعاشقه التي لا ينطفى شوقها بل يضل نارا مستعره ....وهي باتت تمثل مرحله شعريه من شعراء الغربه او ما يعرف بشعراء المهجر الذين ربما غادروا الوطن مكرهين ولاعتبارات مختلفه فتركوا اثرا شعريا ومساحه من العطاء لا تنتهي .