اشراقات آكيتو وشجون قومية

 

                                                                                                                

                             

                                                         

                    

                                                                        يعقوب كوركيس           

                                                                                                      

         (1)  حل أكيتو رأس السنة البابلية الآشورية الجديدة 6762 العيد القومي لشعبنا، يرافقه عيد القيامة المجيدة والذكرى الـ 33 لتأسيس الحركة الديمقراطية الآشورية ـ زوعا، وما زلنا نـتأمل الخير ليحل في ربوع الوطن الذي سطر فيه أجدادنا الملاحم الأولى للمدنية وأرسوا أساس التطور الأنساني. ما زلنا نعمل ونصبو إلى الأستقرار السياسي والأقتصادي والأمني التي هي المفاتيح الأساسية لبقاء شعبنا في الوطن يرافقها ترجمة حقوقه الدستورية على أرض الواقع ليساهم في بناء الوطن انطلاقاً من الشراكة الوطنية الحقيقية إلى جانب القوميات العراقية الاخرى. وأن تحترم إرادته السياسية كمكون أصيل من مكونات الشعب العراقي. كل آكيتو وشعبنا بالف خير وقيامة مجيدة وتهان قلبية معطرة بأريج النضال والصمود لـ ( زوعا ) وجميع الأعضاء والمؤازرين والجماهير في ذكرى التأسيس.

( 2 )

تجمع التنظيمات السياسية الكلدانية السريانية الآشورية حاول منذ أنطلاقته الأرتقاء إلى مستوى الحدث السياسي، وأن يشكل لنفسه مكانة على الخارطة السياسية الوطنية وكلمة مسموعة في الوسط السياسي العراقي، ساعياً ليكون مرجعاً سياسياً قوميا ووطنياً لشعبنا. وقد تمكن التجمع من توحيد الخطاب السياسي القومي والأتفاق على مطاليب قومية واضحة، وهي أنجازات تحسب له. وعلى الصعيد الوطني فإن حقيقة الأمر تبدو غير ذلك، فالتجمع ما زال يحبو ولم يستطع حتى الآن أن يشكل لنفسه شخصية سياسية يخترق بها الوسط السياسي العراقي من خلال التواصل وبناء العلاقات مع القوى والتيارات والكتل السياسية العراقية، وأقتصر عمله السياسي بلقاءات بعيدة مع قيادات سياسية دون التواصل والتعاطي والاستمرارية السياسية مع هذه القيادات. المطلوب من التجمع وقياداته السعي وبجد ليكون مكانته وثقله السياسي، وهذا لن يأتي فقط بأجتماعات قيادات التجمع فيما بينها وأصدار بيان ختامي. بل بالحضور السياسي في العاصمة بغداد التي تشهد كل يوم حراكا سياسياً وطنياً يغيب عنه التجمع لتواجد كل قياداته السياسية في اربيل عدا الحركة ـ زوعا التي يتمركز مكتبها السياسي في بغداد. هذه الصورة التي يضع التجمع نفسه فيها تظهره وكأنه كوردستاني فقط، في الوقت الذي يفترض فيه تمثيل شعبنا سياسياً في عموم العراق.

( 3 )

فاقدو الهوية مصطلح قد يكون قاسياً نوعاً ما، ولكنه في الواقع ينطبق على مجموعة أشخاص ملؤا مواقع الانترنيت مؤخراً بكتابات ومقالات متناقضة، فتارة نراهم قوميون كلداناً حتى العظم، ومنظرون أنقساميون. وتارةً هم عروبيون يتباكون على القطيع المسيحي الذي ابتعد عن العروبة وعاد يبحث في التاريخ عن جذوره القومية، وأخرى هم امميون شيوعيون يذرفون الدموع عند أنشادهم للنشيد الأممي، يأخذهم الحنين ويطير بهم الشوق إلى أيام مضت وشمس غربت. هؤلاء يعيشون حالة من فقدان الهوية، فهم ليسوا بقوميون يعتزون بأنتمائهم الحضاري والتاريخي ولا يؤمنون بحقوق شعبهم، ولا هم بعروبيون أقحاح لأنهم ليسوا بمسلمين ( العروبة حاضنة الإسلام )، ولا هم شيوعيون امميون مستعدون للتضحية من أجل وطن حر وشعب سعيد. إنهم فاقدوا الهوية ينتقلون بين هذه وتلك دون أن يؤمنوا بإحداها.

( 4 )

وآخرون علت أصواتهم وصدحت حناجرهم وملئ مدادهم الأوراق بكتابات تمعن في التقسيم القومي وتدعو إلى الطائفية دون أن يرف لهم جفن على هول ما يرتكبونه من خطايا بحق شعبهم، هؤلاء يعتبرون أنفسهم مهمشون ومن خلالهم الطائفة أيضاً، أي يحاولون أن يلبس الجميع ثوبهم، ويعزون التهميش إلى سياسات الحركة الديمقراطية الآشورية ـ زوعا. لهؤلاء نقول أن الحركة عملت وستعمل على تهميش لا بل حتى إقصاء كل أنقسامي وطائفي يحاول العبث بمصير شعبنا ويتخذ منه مدرجاً للتسلق وتحقيق غايات وطموحات شخصية. وكذلك نقول عملت الحركة وستعمل على دعم ومساندة كل شخص أو تنظيم وحدوي قومي يؤمن بحقوق شعبنا من اي طائفة كان، والشواهد علم.

( 5 )

خلال السنوات الماضية أخذ موضوع التجاوز على الأراضي العائدة لأبناء شعبنا في مناطق من سهل نينوى سواء أبان العهد الدكتاتوري البائد أو بعده مديات سياسية وشعبية كبيرة، وهذا الموضوع يستحق كل الأهتمام والجهود المبذولة، فسياسات النظام الدكتاتوري كانت ترمي بحجة المصلحة العامة إلى إطفاء الأرض ومن ثم إجراء التغيير الديموغرافي والتعريب بتوزيع الأرض لأناس من خارج المنطقة، وإذا كان النظام السابق قد استغل سطوته لمصادرة الأراض فإن ترغيب الناس الفقراء اليوم ببيع أراضيهم مقابل أموال طائلة تضخ إلى المنطقة سواء لبناء حسينية أو مجمع سكني لا تختلف في المضمون عن سياسات النظام السابق وإن أختلفت الآلية ولكن يبقى الهدف واحد. وفي الجانب الآخر على الفعاليات السياسية القومية والدينية ومؤسسات المجتمع المدني لشعبنا الأستمرار في التوعية بالمخاطر الكبيرة لبيع الأرض.