أعتداء صارخ في وضح النهار ؟ّ!!

 

    

                                                                                    

                                                                                          يعقوب ميخائيل   

      منذ ايام والجمهور العراقي يترقب مباراة الزوراء والشرطة .. وعندما نقول "الجمهور العراقي" انتظر هذه المباراة انما نعني ان مباراة "قمة" تجري بين فريقين عريقين كالزوراء والشرطة لايمكن ان تقتصر متابعتها على جمهور الفريقين فحسب وانما كل عشاق الكرة العراقية الذين اعتادوا على متابعة مثل هذه المباريات الكبيرة والجميلة

 

ومع استمرار دقائق المباراة التي تفوق فيها الزوراء الا اننا ومن خلال متابعتها لم نكن نولي للنتيجة اهمية برغم التفوق الزورائي الذي اثمر عن تسجيل هدفين في الشوط الاول !! .. نقول لم نكن نولي لنتيجة المباراة اهمية بقدر ما كنا نأمل الاستمرار في" الاستمتاع"  بالاداء الجميل للفريقين خصوصا وان الحضور الجماهيري الكبير الذي زحف الى ملعب الشعب اضاف للمباراة خصوصية بل زادها جمالا ولم نكن نتوقع ان تلك "الجمالية" سيعكر صفوها فرد شاذ يقدم على اعتداء مشين اتجاه الحكم المساعد (مراقب الخط) حسين تركي ويتسبب الاعتداء الى تعرضه لاصابة  في رأسه تمنعه من مواصلة التحكيم بالمباراة  التي توقفت لاكثر من ثمان دقائق ؟!!

على من نعتب ... ولمن نشكي ... ومن المسؤول ؟!! قد " يحسب "الاعتداء على جمهور الشرطة لان فريقه كان متأخرا بهدفين حتى تلك اللحظة التي حصل فيها الاعتداء !!!.. ولكن هل من الانصاف ان (نحسب) الاعتداء على جمهور الشرطة بينما هذا الفعل قد بدر من فرد ضال يحاول بين حين واخر ان يلطخ جسد جمهورنا الطاهر بتصرفات مقرفة خارجة عن الذوق والخلق الرياضي

لا ابدا لن يرضى جمهور الشرطة ولا اي جمهور اخر من جماهيرنا التي تؤازر انديتنا وفرقنا .. لن يرضى بهذا التصرف الهجين الذي يبقى شاذا في ملاعبنا الرياضية !!

سنطلب حتما المزيد من الحماية للملاعب كلما حصل مثل هذا التصرف في ملاعبنا !! .. ونطالب الاتحاد المعني ولجنة الحكام بذات الشيئ وبعقوبات صارمة ضد هذا وذاك !! ، ... ولكن ما الفائدة من هذه العقوبات او الاجراءات كلها طالما يفتقر بعض من هؤلاء المحسوبين على جمهورنا  ادنى درجات الثقافة التي تجعلهم يتابعون المباريات من على المدرجات بروح رياضية بعيدة عن التعصب او التشنج الذي يقودهم الى اعتداء صارخ قد يتسبب في ما لايحمد عقباه اتجاه الحكام الذين لا يؤدون سوى رسالتهم الانسانية التي تسمو بمبادئ الرياضة السامية

لا ابدا لن نقبل بمثل هذه التصرفات ولا نريدها ان تمر مرور الكرام لانها قد تكون حتما سببا رئيسيا في ابقائنا تحت مطرقة العقوبات الدولية التي طالما كانت لنا حصة "الاسد" فيها بأستمرار !!! ،

نعم .. لقد اغفلنا عن تطبيق لوائح القانون  ولم نلجأ الى انهاء المباراة بعد تعرض احد الحكام للخطر برغم ان الحادثة حصلت امام "مرأى ومسمع" السيد طارق احمد رئيس لجنة الحكام وهو الحكم الدولي المخضرم الذي يعي بكل قوانين اللعبة " بصغيرها وكبيرها"  ولكنه رغب بعدم الانصياع لقانون اللعبة ولوائحه حاله حال بعض من "مسؤولينا" الذين بعتبرون "القوانين الدولية" مجرد زوبعة في فنجان !!! ولذلك مازلنا حتى هذه اللحظة ندفع ثمن مثل هذه "المزاجيات"في التصرف ازاء  تطبيق مفردات ولوائح القوانين الدولية حيث مازال قرار عدم اقامة المباريات في بلدنا ساريا وها هي الدلائل تؤكد  مرة اخرى ان  حتى الحكام اصبحوا مهددين  في ملاعبنا  ، فلاعتب اذاً ان نُحرم من اقامة المباريات الدولية على اراضينا ؟!!