كيف فقدنا الورقة الرابحة أمام المنتخب الاردني ؟!!

 

                                            

                                                                     

                                                          

                                        

                               يعقوب ميخائيل

                 حالة التفاؤل التي انتابت مشاعر الغالبية من جمهورنا الكروي صُدمت لربما بالنتيجة التي الت اليها مباراتنا الاولى مع الاردن بالوقت الذي تأملنا وتأمل معنا الشارع الرياضي قاطبة ان ينهي منتخبنا المباراة وفي جعبته نقاط المباراة الثلاث ؟!

ياترى هل ان المباراة كانت سهلة كي تجعلنا مفرطين بالتفاؤل الى هذه الدرجة ؟!! ..وهل حقا كان المنتخب الاردني ادنى منا مستوى كي نتفاءل الى الدرجة التي تجعلنا وكأننا قد ضمنا النقاط الثلاث مسبقا وحتى قبل ان تجري المباراة ؟!!

قبل كل شيئ نود القول .. من الخطأ ان نعتقد بمجرد اننا فزنا على الاردن في اخر مباراة لنا معهم بثلاثة اهداف ان بامكاننا ان نعيد (سيناريو)الفوز بسهولة مرة اخرى !! ، لان لكل مباراة ظروفها التي تختلف كليا طبقا لمجرى وطبيعة المنافسة بين الفريقين المتباريين .. وهذا ماحصل او بالاحرى كشف خلال مباراتنا مع الاردن التي غلب عليها طابع الحساسية حتى قبل انطلاقها في ضوء اهميتها واهمية النتيجة بالنسبة للفريقين اللذين سعيا من اجل ان تكون النقاط الثلاث من نصيبهما الا ان ظرف المباراة اختلف واختلفت معه حتى النتيجة التي انتهت اخيرا بالتعادل كي تكون النقطة اليتيمة الواحدة هي نصيبهما على السواء وجاءت حتى مرضية بالنسبة لمدربي الفريقين اللذين اعترفا بعدالة النتيجة !

لن نحاول ان نكثر من الحديث عن مباراة الاردن لان كلما تعجلنا في طي صفحتها كلما استطعنا نسيان دقائقها كي يبدأ التركيز على مباراتنا المقبلة مع سلطنة عمان التي نعتقد ان نتيجتها هذه المرة لايمكن ان تقبل القسمة على اثنين !! ، اي ان التفريط بأي نقطة من نقاطها الثلاث انما يعني زيادة موقفنا صعوبة في المجموعة وهو امر لانتمناه بلا ادنى شك !! ، لان اهدار المزيد من النقاط وبالتحديد قبل مقابلة منتخبي اليابان واستراليا انما يعني الوقوف في موقف لن نحسد عليه بين الساعين للوصول الى مونديال البرازيل !

من الضروري جدا ان نعيد حساباتنا قبل مباراة سلطنة عمان او بتعبير ادق ان نستفيد قدر المستطاع من الاخطاء التي رافقتنا في مباراة الاردن كي نتمكن من تلافيها في مباراتنا المقبلة التي اصبحت اهميتها تفوق بكثير على مباراتنا الاولى مع الاردن !! ، والضرورة هذه تكمن في وضع حلول سريعة ومعالجات تضعنا بمنأى عن ارتكاب اخطاء (قاتلة) نهدر على اثرها الفوز وهو في متناول اليد ! ، وهنا لسنا بصدد تكرار الحديث او العودة لتوجيه التهم للحارس محمد كاصد الذي تحمل المسؤولية الاكبر في دخول مرماه الهدف الاردني ! ، لان حارس مرمانا حتى وان اخطأ التقدير وتسبب في هدف التعادل الا انه قدم مستوى مرضيا وانقذ مرمانا من كرات خطرة لربما لولا صحوته وبالذات في الدقائق الاخيرة التي انقذ فيها هجمة في غاية الخطورة لانقلبت حتى النتيجة راسا على عقب ! ، ولذلك فان تقييم مستوى الاداء بشكل عام يجب ان يكون شموليا ومعالجة الاخطاء هي الاخرى لايمكن ان تقتصر على جانب كأن تتحدد بخطأ ارتكبه حارس المرمى بينما في حقيقة الامر ان (النتيجة) يتحملها الجميع سواء اللاعبين وحتى كادرهم التدريبي !

من الضروري ان نتسأل انفسنا عن السبب في فقداننا لزمام الامور بمجرد تسجيل المنتخب الاردني لهدف التعادل !! ، بينما الهيمنة واستحواذناعلى مجرى المباراة بشكل كلي تقريبا قد ظهروبوضوح منذ تفوقنا بالدقيقة 14 التي سجلنا فيها هدف الترجيح المبكر ! ، كما من الضرورة ان نتسأل ايضا هل فعلا كنا غير قادرين على تغيير النتيجة برغم ان التعادل قد حصل مع نهاية الشوط الاول ؟!! .. أي ان شوطا كاملا لم نستطع خلاله من احداث اي تغيير في مجرى المباراة ؟! ، وهنا قد يبرز تساؤل اهم .. هل ان التبديلات التي جاءت في الدقائق الثلاث الاخيرة كانت موفقة من قبل المدرب زيكو .. ام كان يفترض ان يجري التبديل بوقت مبكر من الشوط الثاني؟!!

في مسألة التبديلات .. قد تكون لدى المدرب حسابات تدريبية خاصة به ولكن نعتقد ان عدنان حمد قد قرأ اوراق المباراة بامعان اكثر من زيكو ! ، ففي الوقت الذي استطاع ان يفرض الفريق الاردني ملازمة فردية مشتركة ضد يونس وكرار بعد ان ادرك ومنذ المباراة الاخيرة التي فزنا فيها على الفريق الاردني بثلاثة اهداف ان كرار هو(الورقة الرابحة) بالمنتخب العراقي الى جانب قدرة وخبرة يونس وان فرض الرقابة اللصيقة ضده ستشل من حركته كان يفترض ... نقول كان يفترض (استعمال) كرار كورقة رابحة في هذه المباراة ايضا سعيا وراء تغيير مجرياتها لاسيما وان (ظرف) التعادل قد فرض على المنتخب العراقي وجوب اجراء تبديل (نافع)وليس شكلي كالذي جرى في الدقائق الثلاث الاخيرة !! .

نعم .. ان الاحتفاظ بورقة الفريق الرابحة واستعمالها بالوقت المناسب بل في الوقت الذي يصب المسعى لتغيير نتيجة المباراة تبقى مسألة في غاية الاهمية وهي افرض خصوصا عند فقدان البديل المناسب الذي يكون سببا في اغفال حتى المدرب لعملية التبديل اصلا برغم حاجة الفريق القصوى لها ؟!!