اثار النجف المسيحية و مفارقة الواقع المبهر والمصير المجهول

 

                                                                                                                

                                                                                                              حكيم كاظم                            

 

          العراق بلد الاثار و الحضارات، فالمواقع الاثرية منتشرة في جميع ارجاء الوطن ولوتم الاهتمام بها من خلال التنقيب وتطويرها لاصبحت مصدراً يضاهي الثروة النفطية. العالم كله يتباها بحضارته وتاريخه من خلال اثاره.

ففي بعض الدول مواقع اثارية بسيطة جداً لكن اهتمام تلك الدول بها ورعايتها والترويج لها من خلال وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة يعطيها اهمية كبرا. ونحن في العراق نمتلك الاف المواقع الاثرية غير المكتشفة و المشكلة الكبرى وجود الاف اخرى من المواقع الاثرية المعروفة لكنها غير مسجلة في دائرة الاثار مما يعرضها للسرقة والتخريب والدمار لانها غير محمية.

ففي محافظة النجف الاشرف "منطقة المطار الحالي" الذي شيد في ثمانينات القرن الماضي والان تم اعادة تاهيله توجد منطقة اثارية خاصة بالمسيحين وهي غير مسجلة في دائرة الاثار وفيها:

1- قلايات الرهبان المسيحيين: هذه المنطقة فيها اكثر من عشرين تلة اثارية و بعض هذه التلال تم تجريفها و ازالتها اثناء عمل المطار ويوجد فيه اثار بوابة كبرى وقاعات عليها اثار الصلبان ونقوش مسيحية وهي تبعد 150م عن مدرج المطار زارت هذا الموقع بعثه يابانية في الثمانينات ولم تكمل عملها.

2- المداخن والمقابر المسيحية في النجف: تم التعرف على هذه المدافن من خلال الاشارات الموجودة على هذه المقابر لوجود الصلبان ونوع التابوت و طريقة الدفن.

3- الاديرة والكنائس: توجد على شكل شريط مساحته اكثر من5 كم مربع فيها 32 ديرا وكنيسة وتم التعرف عليها من خلال الروايات الادبية وزارتها بعثه انكليزية عام 1932 وتركت العمل بها ايضا، تتضمن اثار نقوش جصية فيها وكان يسمى في السابق مجمع الاساقفة وهي منطقة كانت مزدهرة بالثقافة والعلم في فترة دولة الحيرة.

هذه الاثار جميعها موجودة بالقرب من المطار الحالي لمدينة النجف الاشرف والذي يبلغ مساحته 5كم مربع، وعند توسيع مدرج المطار الذي يبعد 150م عن هذا الموقع الاثري تم جرف وازالة بعض من هذه التلال والقاعات والكنائس والاديرة.

هذه المنطقة غير مسجلة في الهيئة العامة لللاثارما يعرض هذا الموقع الاثري المهم في حضارة العراق الى الضياع والتخريب.

اما كان الاجدر بناء المطار في منطقة اخرى غير اثارية والاستفادة من هذا الموقع الحضاري وتعريف العالم بالمكانة العلمية والادبية والانسانية التي تعيشها هذه المنطقة في زمن دولة الحيرة وتكون منطقة سياحية وبهذا تستفيد محافظة النجف الاشرف فائدتين بدل الفائدة الواحدة من المطار.

اين دور هيئة الاثار والسياحة في هذا المصير المجهول لحضارتنا ومصيرها المجهول.

هذا ما تحدث به الدكتور "نصير الكعبي" الاستاذ في جامعة الكوفة في كنيسة ما ريوسف للكلدان في بغداد يوم السبت المصادف 2012/3/24 وبالتعاون مع الاباء الدومنيكان ومركز الرجاء خلال محاضرته عن اثار النجف المسيحية في العصر الساساني ومفارقة الواقع المبهر والمصير المجهول.

..

 

 

 

ً.