ألاخ ابرم شبيرا المناصب الوزارية لتنظيماتنا في بغداد والاقليم استحقاق انتخابي دستوري

 

 

 

 

 

 

                                                                      

 

                                                                           انطوان دنخا

                 

      يدور هذه الايام جدلا واسعا بين بعض اوساط شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في الوطن والمهجر حول موضوع مشاركة احد ابناء شعبنا او اكثر في الكابينة الوزارية السابعة لحكومة اقليم كوردستان والتي سوف بترأسها الاستاذ نيجرفان البرزاني وطرحت العديد من التساءلات المشروعة ومنها هل سيكون ذلك وفق الاستحقاق الانتخابي ام السياسي لتنظيمات شعبنا ؟ ومن المخول لترشيح اسماء ابناء شعبنا لهذه المهمة ؟ ولاي تنظيم سيكون استحقاق مثل هذه الوزارة ؟ وماذا عن المواقع الاخرى المخصصة لشعبنا مثل وكيل وزير ومستشار ومدير عام ومدراء الاقضية والنواحي وغيرها ؟ وكيف سيكون الترشيح لها وفق اي استحقاق او اعتبار ؟ ...

وبخصوص هذا الموضوع كتب الكاتب القومي المعروف الاخ ابرم شبيرا بتاريخ 26 - 2 - 2012 مقالا تحت عنوان (لا مناصب وزارية لإعضاء الأحزاب والمنظمات الكلدانية السريانية الآشورية ) في عدد من المواقع الاكترونية حاول فيه خلط الماء بالزيت لخلق رؤية ضبابية غير شفافة بهدف حجب الرؤية وتهميش وتحجيم دور ونجاح مؤسسة قومية معروفة على حساب تنظيم اخر في مزايدة مكشوفة وغير مقنعة وموضوعية واني شخصيا اتحفظ على الكثير مما جاء في المقال المذكور وتماشيا مع التقاليد الديمقراطية وحرية الرأي والرأي الاخر ولتوضيح بعض الحقائق والوقائع لشعبنا بعيدا عن الشحن والسجالات الكتابية والتشنج سوف ابدي وجهة نظري الشخصية بصدد المقال انف الذكر ارجو ان يتسع صدر الاخ شبيرا :
 1 - كما هو معروف ان الاستحقاق الانتخابي لقوائم شعبنا في الكوتا في العراق او اقليم كوردستان هو ثمرة حصاد جهود القائمة الانتخابية ومدى تفاعلها وتقاربها مع نبض شارع شعبنا في برامجها وانجازاتها ومصداقيتها وسلوكها وتاريخها وتضحياتها وقد شارك في الممارسات الانتخابية الديمقراطية في كل من العراق والاقليم بعد 2003 قوائم عديدة من احزاب وتنظيمات شعبنا وعدد من الافراد المستقلين في قوائم منفردة اما القائمتين الرئيسيتين الفائزتين بشكل شفاف وعبر صناديق الاقتراع كانت قائمتي المجلس الشعبي خمسة مقاعد برلمانية بواقع (ثلاثة في الاقليم واثنان في بغداد) وقائمة الرافدين خمسة مقاعد برلمانية (ثلاثة في بغداد واثنان في الاقليم) ...
واستنادا لهذا الاستحقاق الانتخابي الديمقراطي المعمول به في العراق والاقليم يعطى لكل قائمة وحسب عدد مقاعدها وزارة تتناسب اهميتها مع عدد هذه المقاعد وبذلك اصبحت حصة الوزارة ووكيل الوزير والمستشارين والمدراء العامون في حكومة بغداد من نصيب قائمة الرافدين التي سمت السيد (سركون لازار صليوا) عضو المكتب السياسي لزوعا لمنصب وزير البيئة وهناك اجماع وتفهم واضح لدى كافة الاحزاب المؤتلفة في تجمع التنظيمات السياسية الكلدانية السريانية الاشورية في الوطن لهذا الامر والترشيح وفي مقدمتهم المجلس الشعبي ...
 اما الترشيح للوزارة في حكومة اقليم كوردستان واستنادا للاستحقاق الانتخابي المشار اليه اعلاه سيكون من نصيب المجلس الشعبي الذي له ثلاثة مقاعد برلمانية فيه وهناك تفهم واضح لهذا الموضوع لدى احزاب ومؤسسات تجمع تنظيماتنا وفي مقدمتهم الحركة الديمقراطية الاشورية حيث تم مناقشة الموضوع بشكل اخوي وودي من قبل قيادة التجمع في الوطن مؤخرا وكانت كافة الاراء متطابقة وليس هناك اي اعتراض او تذمر او خلاف او اشكال على مثل هذا الاستحقاق اما اذا كان للاخ الكاتب ابرم شبيرا رأي ومقترح مفاده عدم اعتماد الاستحقاق الانتخابي ونتائج الانتخابات عبر صناديق الاقتراع اساسا لمشاركة تنظيمات شعبنا في حكومتي بغداد والاقليم هذا يعني علينا قراءة الفاتحة على الديمقراطية الوليدة وارادة الناخب من ابناء شعبنا ...
لذلك اقول ان الامر الصحيح والطبيعي هو احترام الاستحقاق الانتخابي والديمقراطي الحر كما هو معمول به في الدول الديمقراطية المتحضرة وبشكل خاص الاوربية وامريكا وكندا واستراليا اما اقتراح الاخ شبيرا بترشيخ اشخاص مستقلين من ابناء شعبنا من خارج التنظيمات الفائزة في الانتخابات للمناصب الوزارية فهذا الامر غير مقتع ومنطقي كيف تجير جهود ونضال وانجازات تنظيم او مؤسسة لصالح شخص من خارجها هل يمكن للسيد شبيرا ان يسوق لنا مثلا في هذا الاتجاه على المستوى العالم المتحضر ...
2 - اني شخصيا فسرت قول الاخ شبيرا في المقال ( فبركة سيدة النجاة أنعمت عليهم يقصد تنظيمات التجمع في زيادة وعيهم وإدراكم للتحديات المصيرية) نوع من الاستخفاف بمأسي وفواجع شعبنا واتمنى ان اكون مخطأ لان الجريمة النكراء التي اقترفت بحق شعبنا المسالم الاعزل في كنيسة سيدة النجاة في بغداد عام 2010 كانت بمثابة الكارثة والفاجعة اما محاولته التشكيك بمستقبل التجمع السياسي لتنظيماتنا خاصة عندما يتعلق الامر بالمناصب والمنافع والمزايا اقول للاخ شبيرا ان ما تحقق بين تنظيماتنا من تألف وتقارب يعتبر انجاز كبيرا وحدثا تاريخيا بارزا للمصلحة القومية العليا لشعبنا يحمل في طياته مؤشرات ايجابية لافاق مستقبل العمل القومي المشترك بين تنظيماتنا وكانت جماهير شعبنا تنتظره بفارغ الصبر واليوم تعقد عليه امالا واحلاما وردية عريضة حيث حسب رأي يعتبر الفرصة الاخيرة لشعبنا للحصول على كامل حقوقنا من خلال هذا التجمع لذلك علينا جميعا ان نشد على ايديهم ونقف الى جانبهم في ظروفهم المعقدة والصعبة ...
نعم التجمع انبثق تحت ضغط وتسارع موجة استهداف شعبنا وفي مقدمتها الجريمة النكراء بحق شعبنا في كنيسة سيدة النجاة وتجسيدا لارادة ومطالبات شعبنا لتنظيماتنا السياسية من اجل التقارب ورص الصفوف استشعارا منه بالمسؤولية القومية والتاريخية تجاه التداعيات والمخاطر المحيقة بمستقبل تواجد شعبنا في الوطن وان هذا التجمع لن يكون مؤقتا او طارئا او انتهازيا من اجل المنافع والمصالح الخاصة ابدا انبثق ليبقى وليستمر ويتعزز للحصول على كامل حقوقنا المشروعة لانه عالج حالة الاحباط واليأس بين ابناء شعبنا فأصبح مطلبا جماهيريا  اليوم وليس حزبيا او تنظيميا وحسب رأي ان المقال يثر الكثير من البلبلة والريبة والشكوك بين اعضاء تجمع تنظيماتنا بقصد او بدونه ...
3 - هناك تعظيم واضح للحركة الديمقراطية الاشورية بشكل خاص في المقال وتهميش واضح ومتعمد لكافة تنظيمات ومؤسسات شعبنا القومية والسياسية الاخرى لماذا ؟ مع اعتزازنا وتقديرنا العالي لزوعا قيادة وتنظيمات وشهداء وتاريخ ونضال لكن هذا لا يمنع ان نشير بالانصاف والعدل الى دور واعمال ونشاطات ومكانة التنظيمات والمؤسسات الاخرى بالحقائق الموضوعية اذا كان القصد بعيدا عن الشحن والاغراض المبيتة ان مثل هذه الطروحات لا تنسجم مع ظروف المرحلة وما تحقق من التقارب والتألف وممكن ان يؤدي الى دق اسفين الشقاق والتفرقة والتشنج بين تنظيماتنا لا سامح الله ....
فمثلا الاخ شبيرا همش المجلس الشعبي وقال (إضافة الى وجود تنظيمات يظهر من أسمها وهيكليتها بأنها غير سياسية بالمعنى المعروف للسياسة) لماذا لا تسمي الاشياء بأسمائها ؟ ولماذا كل هذا التحامل على مؤسسة وكيان سياسي وقومي هو المجلس الشعبي الذي لديه اهداف قومية نبيلة وله نظام داخلي وقيادة منتخبة من مؤتمر شعبي وحقق انجازات كبيرة لشعبنا على الارض في الوطن يعرفها القاصي والداني وله خمسة مقاعد برلمانية في بغداد والاقليم بأصوات شعبنا عبر صناديق الاقتراع حيث يتساوى مع زوعا في عدد المقاعد البرلمانية اليس من الموضوعية للاقناع والمنطق ان نشير بفخر واعتزاز وكبرياء لهذه المؤسسة القومية التي لا زالت في عمر الزهور وحققت الكثير لشعبنا على لارض المطلوب نقل الصورة الحقيقة للوقائع على الارض كما هي ليس الا وهنا نذكر الاخ شبيرا بالدور الريادي والقومي والتاريخي الذي لعبه المجلس الشعبي في تحقيق التقارب والتألف بين تنظيمات شعبنا في التجمع يعرفه اعضاء التجمع جيدا فلماذا كل هذا الاجحاف والتهميش بحق هذه المؤسسة الرائدة ؟ انه مجرد سؤال برىء ...
4 - نسأل السيد شبيرا لماذا لم تكتب مقالا او تثير زوبعة عن نفس الموضوع عندما تبوء السيد (سركون لازار صليوا) عضو المكتب السياسي لزوعا وزيرا للبيئة في بغداد عن الاستحقاق الانتخابي لزوعا ؟ وحتى لا يفسر الموضوع بشكل مغرض اقول ان موقف المجلس الشعبي من توزير السيد سركون كان ايجابيا وبناءا لانه استحقاق انتخابي ديمقراطي وهناك تفاهم ومكاشفة بين قيادتي المجلس الشعبي وزوعا بهذا الاتجاه وكتبت في حينها مقالا تحت عنوان (وزارة البيئة لا تلبي طموحات شعبنا وتعتبر امعانا خطيرا في تهميشنا) وهذا المقال ينسجم مع موقف قيادة المجلس الشعبي وفيه باركنا للرجل رابي سركون لخدمة شعبنا وامتنا لكن اليوم عندما اصبح الموضوع الاستحقاق الانتخابي للمجلس الشعبي في اقليم كوردستان على المحك اصبح للسيد شبيرا تنظيرات وتأويلات ومزايدات اخرى على الاقل للتقليل من هذا الاستحقاق الانتخابي لكن الشمس لا تغطى بغربال متهرىء ...
5 - في الختام اقول للاخ شبيرا ان الرهان على تصدع العلاقة بين المجلس الشعبي والحركة الديمقراطية الاشورية من جهة وفرط عقد تجمع تنظيماتنا السياسية لاسباب المنافع من جهة اخرى فهو رهان الخاسرين وليكن بعلمك ان العلاقة الثنائية بين المجلس الشعبي وزوعا وشائجها متينة وعميقة ومتجذرة في الارض وكذلك العلاقة بين كل اعضاء التجمع يسودها التفاهم والاحترام والثقة والاخوة والعمل المشترك من اجل مصلحة شعبنا وامتنا في كل الاحوال احترم رأي الاخ شبيرا حتى في حالة الاختلاف.